رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

 

 

 

مؤكد أن العملية الإرهابية الإجرامية الأخيرة فى غرب سيناء، والتى راح ضحيتها أحد عشر شابًا من أبنائنا، قد أصابت المصريين بالغضب والألم والجزع، وزادت من حالة الاحتقان الشعبى ضد هذه الجماعات الإرهابية، التى لن يكون لها موطئ قدم على الأرض المصرية.. هذا الغضب المضاعف عند المصريين نتج عن استشهاد أحد عشر بطلاً ساهرين على أمن وحماية هذا الوطن وجميعهم شباب فى عمر الزهور.

الأمر الثانى أن هذه العملية الدنيئة موجهة إلى المؤسسة العسكرية التى تسكن قلوب المصريين، ولها مكانة خاصة عند الشعب للدور التاريخى الفارق التى تقوم به فى حماية الدولة المصرية على مدار عقود طويلة، والانحياز للشعب المصرى وإنفاذ إرادته فى كل توجهاته، وبالتالى فهى تشكل حائط الصد فى مواجهة كل المخططات التى تستهدف هذا الوطن سواء من الداخل أو الخارج.

وأكدت الأحداث التى شهدتها مصر فى 2011 وما بعدها، حجم هذه المؤامرات، ولولا قوة وصلابة وثبات المؤسسة العسكرية لسقطت مصر فى براثن الفوضى والإرهاب والصراعات العرقية والطائفية، وانتهت إلى ما انتهت إليه دول أخرى ما زالت تعانى شعوبها من الهجرة والتشتت والصراعات.

وكما تتقدم الاحتياجات العسكرية فى أوقات الحروب على ما عاداها من احتياجات اقتصادية أو اجتماعية، فإن الثورات الشعبية من شأنها حتمية إعادة ترتيب الأولويات فى الدولة، واستدعاء كافة مكونات قوتها فى ترتيب يلبى نداء المسئولية الوطنية، ويعبر عن حقيقة إدراك المجتمع لطبيعة ما يواجهه من مخاطر وتحديات.. ومن ثم كانت المؤسسة العسكرية بقيمها ومبادئها الوطنية الراسخة أول من لبى نداء الوطن وبدأت فى إعادة بناء الدولة وقدمت كل ما تملكه من إمكانيات وعتاد وعقول وخبراء فى شتى المجالات، وأقامت مئات المشروعات العملاقة، وقدمت لمصر بنية تحتية وشبكة طرق لم تحدث فى تاريخ مصر من قبل، وكذا قناة السويس الجديدة، وأنفاق قناة السويس، وعدد من المدن الجديدة، إضافة إلى مشروعات التنمية فى سيناء والساحل الشمالى، ومشروعات استصلاح الأراضى فى توشكا والدلتا الجديدة، وغيرها من مئات المشروعات فى كل أرجاء الوطن فى ترسيخ عملى لمفهوم - جيش الشعب - الذى يلبى نداء شعبه حربًا وسلمًا، ولا يتوانى عن تقديم كل إمكانياته لخدمة الوطن وقت استدعائه، وهو أمر ترصده قوى الشر جيدًا فى الداخل والخارج، وتحاول من حين لآخر النيل منه خلسة وغدرًا بمثل هذه العمليات الخسيسة.

واضح أن هذه الجماعات الحقيرة ومن يقف خلفها، لا يدركون عقيدة وفكر وقيمة المؤسسة العسكرية المصرية ولا طبيعة الشعب المصرى التى لا تعرف الرضوخ أو الابتزاز، ويبدو أنهم ظنوا عبثًا أن مثل هذه الأعمال يمكن أن تفتح لهم بابًا للتفاوض أو العودة بأى صورة من الصور على غرار ما حدث فى الماضى البعيد والقريب.. ويبدو أنهم تناسوا استفتاء الشعب المصرى عليهم فى الثلاثين من يونيو عندما أسقطهم إلى الأبد، وأيضاً قرار الشعب فى السادس والعشرين من يوليو باقتلاع جذورهم ومحوهم من أرض مصر بعد أن تآمروا على مصر والمصريين.. لقد تعلم المصريون الدرس جيدًا من خيانتهم للرئيس الراحل أنور السادات، الذى أخرجهم من السجون بعد أن اعتقد أنهم تراجعوا عن أفكارهم ومخططاتهم الإجرامية، وقاموا باغتياله فى يوم احتفاله والمصريين بذكرى نصر أكتوبر العظيم، وكانت الخطيئة الكبرى للنظام الأسبق بإعادتهم للحياة السياسية والدعوية، والتى استطاعوا من خلالها التغلغل فى اقتصاد الدولة، وأيضاً فى الشرائح الاجتماعية الفقيرة واستقطابهم باسم الدين تارة والمساعدة العينية تارة أخرى.. وكانوا أيضاً أول الخائنين فى ثورة يناير وتآمروا وتعاونوا مع كل قوى الشر فى الخارج على مصر، ولم يتورعوا عن إسالة دماء المصريين من الجيش والشرطة والمدنيين، وتدمير اقتصاد الدولة.. ولولا وعى وتحمل هذا الشعب وبسالة أجهزته ومؤسساته الأمنية والعسكرية، ما كانت مصر تنعم الآن بالاستقرار والتحضر والسعى نحو تحقيق أهدافها السياسية والتنموية.

حمى الله مصر

نائب رئيس الوفد