عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يوم 3 مايو هو اليوم العالمى لحرية الصحافة.. ويتلوه يوم 10 يونيو هو اليوم المصرى لحرية الصحافة والذى اسقط فيه الصحفيون المصريين منذ 26 عاما قانون اغتيال حرية الصحافة والذى كان يجيز حبس الصحفى على الخبر الصحيح مدة تصل الى 15 سنة.. وبين اليوم العالمى واليوم المصرى سقطت الصحافة المصرية فى مستنقع من المشاكل المالية والادارية وتدهورت اقتصادياتها الى حد انها الان فى غرفة الانعاش.

 وإن كان حال الصحافة الورقية فى العالم كله الآن فى انهيار بسبب المنافسة الشرسة من الصحافة الإلكترنية او من التطبيقات الأخبارية على الهواتف المحمولة ومن القنوات التلفزيوينة التى لديها ميزانيات ضخمة خاصة تلك التى تدعمها حكومات او كيانات اقتصادية قوية وكبيرة.

 ولكن الحال فى مصر أصعب بكثير منه فى العالم لعدة أسباب منها ارتفاع اسعار الصحف فى مقابل عدم وجود خدمة تشجع القارى على شرائها واختفاء الرأى الآخر فيها والوضع الاقتصادى العام وانهيار القدرة الشرائية لدى المواطنين..

والمشكلة الأهم هو اتجاه المعلنين الى الاعلانات الرخيصة على محركات البحث وخاصة جوجل الذى يقدم أسعارًا لاتستطيع اى مؤسسة تقديم مثلها.. او الى الاعلان فى القنوات التليفزيونية حتى وان كانت معادية للدولة.. أضف إلى ذلك احتكار عدد معين من الشركات عددهم لايزيد عن صوابع اليد الواحدة السوق الاعلانى فى مصر وتتحكم فى توزيع الاعلانات على الصحف والمواقع وفق رؤية القائمين عليها وليس وفق رؤية وطنية تهدف الى انقاذ الصحافة

 والشى اللافت للنظر ان المؤسسات النقابية او المنظمة لمهنة الصحافة والاعلام لاتحرك ساكنا امام هذه الازمة.. حتى انها تجاهلت إصدار بيان فى اليوم العالمى لحرية الصحافة.. وكأن الامرلايعنيهم رغم وجود العشرات من الزملاء المعطلين على العمل فى النقابة ولايجدون فرصة عمل لهم بعد اغلاق صحفهم بسبب هذه الأزمة العنيفة و ماتم فعله الاكتفاء بمنحهم اعانة بطالة لاتغنيهم ولا تكفيهم.

 ووضع الصحف فى مصر الحكومية والخاصة والحزبية اصبح فى حالة لا يمكن تصورها فى يوم من الأيام ولو اغلقت تلك الصحف بسبب الأزمة الاقتصادية لن يحزن عليها احد بسبب التجاهل التام من نقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الاعلى لتنظيم الاعلام الذى سوف يسرع وتيرة اغلاقها وتضاف الى الصحف التى تحولت الى ذكرى فى حكايتنا عن امجاد المهنة

 الصحافة الحرة ليست ترفًا ولكنها هى اساس المجتمع لانها المعبرة عنه الكاشفة عن خطاياه.. المحذرة من الاخطارالمجيطة به.. والمنبه لمن فى السلطة عن من يريد الاضرار بالمجتمع

ففى ظل القيود المفروضة على حرية الصحافة يتمدد الفساد ويكبر ويقوى كل يوم وتتشابك مجموعاته فى كل مكان وتكون حائط عازل للحاكم تمنع عنه وصول الحقيقة ويصبح لوبى الفساد هو المتحكم فى كل شيء.

 الصحافة هى اساس الديمقراطية لأنها العلامة الابرزعلى تمتع اى مجتمع بالحريات الاساسية وعلى راسها حرية الراى والتعبير.. وهى حائط الصد الاول ضد الشائعات وتزييف الاخبار والترويج للسحر والدجل والشعوذة.. وقيل قديما ان الصحافة الحرة هى حصن للحاكم قبل المحكومين وهى حماية لقيم وتقاليد المجتمع وهى المدافع الاقوى عن القضايا الكبرى فى البلد.

 فالصحافة تحتاج الآن الى قبلة الحياة حتى تعود لتعلب دورها التنويرى للأمة وهذه القبلة تحتاج من مجلس نقابة الصحفيين اولا نبذ الخلافات بين اعضائه والالتفاف حول هذه القضية والزام الهيئات الناظمة بان تقوم بدورها المنصوص عليه فى قوانينها وليس دور حامل العصا التى تقوم به الآن وان تعمل بصدق مع النقابة والدولة فى انعاش قلب مصر هو الصحافة.