عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

عقب وفاة جمال عبدالناصر تولى أنور السادات مهام رئاسة مصر فعليًا فى 17 أكتوبر من عام 1970 واستمر مع رجال ناصر وعلى رأسهم على صبرى نائب رئيس الجمهورية ما يقرب من 8 أشهر بين الشد والجذب وتصوروا أنهم يستطيعون توجيه السادات وفق مايريدون فى محاولة منهم للسيطرة على مقاليد الحكم وكان السادات يقبل منه بعض الأمور على مضض وفى المقابل هناك اجتماعات تدور على أشدها بين نائب رئيس الجمهورية على صبرى ووزير الدفاع محمد فوزى ورئيس المخابرات العامة أحمد كامل ووزير الداخلية شعراوى جمعة ووزير الإعلام محمد فائق ورئيس البرلمان محمد لبيب شقير وسكرتير رئيس الجمهورية سامى شرف وكانوا يتحدثون بأنهم السبب وراء تولى السادات رئاسة الحكم باتصالهم بقواعد الاتحاد الاشتراكى، وأن صبرى وشعراوى سيطروا على اعضاء الاتحاد ولولا سيطرتهم ما كان أنور السادات رئيسا لمصر وأن بينهم من هو أحق منه برئاسة مصر وأن وجوده مجرد شكل فقط أو دمية يحركونها كيفما شاءوا أو مرحلة انتقالية لاختيار رئيس مناسب بحجم مصر وأن السادات لا يستطيع قيادة البلد وأنهم يديرون الأمور وأنهم يسيطرون على القصر وما على السادات إلا أن ينفذ أوامرهم لدرجة أن كل قرار يتخذه يعترضون عليه وهددوه أكثر من مرة بأنهم يستطيعون إثارة الشباب والشعب ضده وأنهم اتفقوا على وضعه تحت أعينهم وسمعهم وتم زرع «مايكات» تجسس فى بيته الخاص ووضع جميع أجهزة التليفونات تحت المراقبة وتسجيل كافة مكالماته واتصالاته ولقاءاته الخاصة..

استقرت اجتماعاتهم السرية على قلب نظام الحكم والقبض على الرئيس السادات او ان يقدموا استقالة جماعية لإحداث فراغ دستورى واستغلوا سيطرتهم على الآلة الاعلامية حيث ان وزير الاعلام كان تابعًا لهم وانهم يملكون وزارة الداخلية وتساندهم واعلنوا استقالاتهم فاجأة من دون علم الرئيس السادات وكانت المفاجأة حيث انتفض الثعلب الماكر وقبل استقالتهم قائلا: هم قدموا استقالتهم وهذا حقهم وأنا بصفتى رئيس الجمهورية قبلت استقالتهم وهذا حقى.. ولابد من محاكمتهم بتهمة الغباء السياسى..

وأعقب ذلك فى 15 مايو 1971م قيامه بحركة للقضاء على نفوذ ما عرف بمراكز القوى السابقة التى تمتعت بقدر كبير من السلطات فى عهد عبد الناصر واستطاع كشف مخططهم ومحاصرتهم وإلقاء القبض عليهم واستعان فى ذلك ببعض الأشخاص أهمهم الليثى ناصف قائد الحرس الجمهوري..

فى 17 مايو أعلن اعتقال من أطلق عليهم مراكز القوى، وسرد تفاصيل المؤامرة التى تعرض لها، ومحاولة الوزراء المستقيلين إحداث فراغ سياسى فى البلاد، وقيام أعوانهم بالتجسس عليه لإحراجه والتطاول عليه..

كانت ثورة التصحيح، أو ما اصطلح على وصفه بصراع السادات مع «مراكز القوى»، خطوة بالغة الأهمية بالنسبة لتكريس رئاسته، وجمع الخيوط فى يديه، تمهيدا لإطلاق معركة التحرير، فى الوقت وبالكيفية التى يراها مناسبة، بعد تحييد ضغوط «الحرس القديم».

هذا ما فعله الرئيس الداهية، بعد أن ظن الكثيرون انه رجل طيب، هادئ، يستطيع رجال الرئيس السابق مع من ظنوا انهم ساعدوه على اعتلاء كرسى الرئاسة والسيطرة عليه، وأن ينفذ اوامرهم دون نقاش، واتفقوا مع حلفاء الرئيس السابق ضده، الذى فاجأ الجميع بأنه أسد فى عرينه، وأنه يملك من الدهاء والفطنة والقوة والاقدام والشجاعة والسيطرة على مقاليد الحكم داخل القصر وخارجه..

فكانت مباغتته لهم قاسية مروعة جزاء ما اقترفت عقولهم المريضة وطمعهم الأعمى وانتصرت ارادة الرئيس الداهية..

 

Facebook.com/mehawed