رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهدهد

 

 

فى مثل هذا اليوم من ٢٤عاما، استقبلت عيد الفطر المبارك استقبالاً خاصا جدا، وانا أخطو خطواتى الأولى فى بيتى الكبير الوفد.. لأول مرة ينتابنى شعور غريب لا يضاهيه شعور .. فرحة ممزوجة بالفخر.. نشاط وهمة شعور بالمسئولية.. مسئولية الصحفى تجاه قرائه .. الاحساس بقيمة واهمية العمل.. ما يجعل له الأولوية عن الأسرة أحياناً.. شعور سعادة مختلف عن سنوات الطفولة..  وسط زملاء وأصدقاء العمل يتشاطرون بهجة العيد بكل ما تحمله الكلمة أواخر أيام رمضان عام 1998.

كان قسم التحقيقات بالوفد يعج بأكثر من 25صحافيا، من عمالقة الكتاب والصحفيين حاليا، بقيادة ملك التحقيقات الصحفية الاستاذ  سيد عبدالعاطى،  رئيس التحرير الأسبق، كلفت أنا وزميلاتى بتغطية مظاهر عيد الفطر، كانت تغطية اماكن الحدائق والمتنزهات توزع على الزميلات، أما تغطية صلاة العيد فكانت دائما من نصيب وحوش التحقيقات حينئذ «عاطف خليل، مجدى سلامة، سمير بحيرى، فيما انضم إليهم فيما بعد وحيد شعبان وعبالقادر اسماعيل.. وعلى قدم وساق كان  الكل يلتف حول عبدالعاطى فى قمة الاستعداد والنشاط والسعادة فى استعداد لنقل مظاهر العيد  للقراء، بالكلمة والصورة فى كافة ربوع مصر..

تحزن امى اطال الله فى عمرها، وتقول لى «يعنى مش حتعيدى معانا.. فى حد ينزل شغل اول يوم العيد ؟!!!» اجيبها فى فخر وتباهٍ «الصحافة زى الشرطة معندناش إجازة فى العيد».

فى أول يوم العيد وتحديداً الساعة السابعة صباحا، يتحول قسم التحقيقات لخلية نحل فى شوارع المحروسة.. منا من يتوجه لحديقة الحيوان والاهرامات، وأخريات يتوجهن لحديقة الاورمان وكورنيش النيل.. ومنهن من تركب الاتوبيس النهرى قاصدات القناطر الخيرية .. لنعود مسرعين قبل الساعة الواحدة ظهرا الى مقر الجريدة منكبين على وجوهنا، لنكتب  على ورق «الدشت» مظاهر فرحة الكبار والصغار بالعيد، واستعدادات الحدائق والمتنزهات لاستقبال الزائرين خلال أيام العيد.

فى ذات الوقت الذى نكتب فيه يتسابق الزملاء المصورون بطبع الصور وتحميضها وتسليمها،  قبل الموعد المحدد، بقيادة الاستاذ مجدى حنا رحمه الله، وعلى الرغم من أننا كنا نفتقد وسائل التكنولوجيا الحديثة من «انترنت وواتساب» الذى سهل على الاجيال الصحفية الشابة الكثير فى مهمة الكتابة وسرعة إرسال الاخبار والتحقيقات.. إلا أن  الجميع كان يعمل فى عزيمة وتفاؤل وسعادة.

عندما يتم الانتهاء من تسليم الطبعة الاولى.. نبدأ الاحتفال بالعيد فى الوفد، نتناول  الكعك والبسكويت  ونحتسى  المشروبات الساخنة والباردة فى جو عائلى بهيج.. ليعود كل منا الى أسرته ولديه إحساس بأنه أنجز ما عليه من أداء عمله.. لنبدأ الاحتفال مساء مع أهالينا .. وتظل الذكريات الجميلة قصصاً صامتة تركت فينا أثرا لا يزول.. وكل عام وانتم بخير.

[email protected]