عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

احتفلنا فى مصر المحروسة يوم الأحد الماضى بمناسبة أحد الشعانين وهو يوم دخول السيد المسيح إلى أورشليم، فكان استقبال أبناء شعبها له بالسعف والورود باعتباره الملك القادم الذى يمكن أن يخلصهم من حكم ظالم، ولكن خاب ظنهم عندما أكد لهم أن مملكته ليست فى هذا العالم واليوم نحتفل بعيد القيامة المجيد بعد أن صرخ نفس الشعب أمام الحاكم يطالبونه بصلب المسيح وإطلاق المتهم باراباس، فكان الصلب بعد رحلة عذاب أذاقه فيها نفس البشر كل ألوان الهوان والنكران قبل أن يأتى حدث القيامة العظيم، أى أنه ويا للعجب يحدث فى أقل من أسبوع أن ينصِب الناس السيد المسيح ملكًا فى بدايته ثم فى نهايته يرفعونه على صليب الآلام والعذاب حتى الموت.. وجاءت القيامة لتقدم إلى الناس دعوة للتجدد الروحى والإيمانى للنهوض فى شجاعة وإقدام ولكى تشيع فى نفوسهم حالة من الرجاء إزاء المتغيرات المؤثرة فى حياتهم، فبقيامته المجيدة قدم المعنى الأبرز والأهم للحياة حيث لم يعد القبر هو محطة النهاية بل هو محطة انتقال إلى عوالم أكثر رحابة للروح المسبحة للمولى القدير..

وكان قداسة البابا شنودة قد قال لنا «عندما نتحدث عن القيامة، إنما نقصد قيامة الأجساد من الموت، لأن الأرواح حية بطبيعتها، لا يلحقها موت، وبالتالى ليست فى حاجة إلى قيامة، هذه الأجساد التى تعود إلى التراب الذى خلقها الله منه، ستعود مرة أخرى إلى الوجود، وتحل فيها الأرواح وتتحد بها، ويقف الجميع أمام الله فى يوم القيامة العامة للمحاسبة، يوم البعث ولذلك فالقيامة معجزة مفرحة: مفرحة لأن بها تكمل الحياة، وينتصر الإنسان على الموت، ويحيا إلى الأبد، أن الحياة الأبدية هى حلم البشرية التى يهددها الموت بين لحظة وأخرى، والتى تحيا حياة قصيرة على الأرض، لذلك يكون فرحا عظيما للإنسان أن يتخلص من التعب ومن الموت، ويحيا سعيدًا فى النعيم الأبدى، أنه حلم يتحقق بالقيامة.

فى عيد القيامة كان درس وقيمة المصالحة أهم الدروس للبشرية الضعيفة، مصالحة الإنسان الخاطئ مع عالمه الجديد المختلف بعد تلقيه رسالة المصالحة ليفتح الناس قلوبهم واحضانهم بضمائر طاهرة دون رياء أو نفاق للآخر.. هذا هو جوهر عيد القيامه المجيد‏.. ‏الأشياء العتيقة قد مضت هو ذا الكل قد صار جديدًا‏..

ويبقى السؤال: ما هى أضخم عقبة للفرح؟ أليست هى عقبة الموت؟ ومع ذلك، ألم يتحطم الموت بواسطة قيامة المسيح، التى نشترك نحن فيها من خلال سر المعمودية المقدس؟ ألم يتحول الموت وتغيَّر إلى حياة أبدية؟

لقد كان القديس سيرافيم ينظر إلى الموت كشيء مُفرح، ودعاه «الموت المُفرح»، قال لراهبة كانت تخاف الموت: «الموت بالنسبة لنا لا يعنى سوى الفرح»، وقد علّم أن أى شيء–حتى الموت–يلمسه الله يحوله إلى فرح، وكانت التحية التى يستعملها القديس سيرافيم على مدار السنة هى: «المسيح بهجتى قام».

تخبرنا بشارة القديس يوحنا (24:5) أن المؤمن لا يأتى إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة، والرب يسوع يُطمئننا: «من يأكل جسدى ويشرب دمى فله حياة أبدية وأنا أقيمه فى اليوم الأخير» (يو 54:6)، لم يقل الرب يسوع أن المؤمن «سوف يكون له...» بل قال «له حياة أبدية» أى له من الآن.

[email protected]