رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صواريخ

 

 

 

مبادرة حياة كريمة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ حوالى ثلاث سنوات، بهدف تحسين حياة المواطن المصرى أينما وجد فى الريف أو المناطق العشوائية والنائية التى همشت لسنوات طويلة، وافتقدت لكثير من الخدمات الأساسية، وكانت سببًا فى الثالوث المدمر - الفقر والجهل والمرض - وأنتجت ظواهر اجتماعية سلبية عانى منها المجتمع المصرى بشكل عام.. هذه المبادرة تعد مشروع القرن فى الجمهورية الجديدة، ليس فقط لأنها تخدم حوالى ستين مليون مواطن مصرى، ولكن لأنها تنقل مصر نقلة حضارية كبيرة، وتعيد التوازن الاجتماعى مرة أخرى للمجتمع المصرى الذى أصابه الخلل بسبب الفجوة الكبيرة بين الحضر والريف، وحالة التهميش التى عاشها أبناء الريف، وفى اعتقادى أن هذه المبادرة هى تطبيق حقيقى لمعايير العدالة الاجتماعية التى تسهم فى استقرار المجتمع.

هذه المبادرة التى بدأت بسبب مواقف إنسانية صعبة عانى منها بعض المواطنين البسطاء وتأثر بها رئيس الجمهورية، ورفض استمرارها، وحمل الحكومة مسئولية الحياة الكريمة للمواطن المصرى، وباتت الآن واقعاً حقيقياً يعيشه الريف المصرى فى المرحلة الأولى التى يتم تنفيذها فى مئات القرى بمحافظات مصر، وتشهد إنشاء جميع المرافق فى القرى.. نرى الآن جانبًا آخر للمبادرة بعد أن قامت كثير من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدنى بتقديم مساهمات عينية بمناسبة شهر رمضان المبارك لتخفيف الأعباء عن عشرات الآلاف من الأسر من خلال تقديم السلع والمنتجات الغذائية باسم حياة كريمة، وهو ما ساهم فى إسعاد هذه الأسر، وتخفيف أعبائها فى مواجهة موجة الغلاء التى تضرب العالم بأسره فى هذه المرحلة.. أيضاً تابعنا عدداً من المساهمات من خلال الحلقات الرائعة التى يقدمها أيمن مصطفى على فضائية DMC باسم المبادرة، ورأينا النماذج البسيطة التى تجتهد وتكافح من أجل لقمة العيش الحلال وتواجه صعوبات الحياة أو مشكلات وديوناً وغيرها، ومن خلال متابعتى لعدد من الحلقات، توقفت أمام المعدن الأصيل والمحترم لهذه الشرائح وتمتعها بنعمة القناعة، وأيضاً مشاعرها النبيلة تجاه الآخرين إلى حد أنهم كانوا يتبرعون بجزء من الأموال البسيطة التى يحصلون عليها، وهناك من رفض تحقيق أى مطلب له برغم احتياجه، اعتمادًا على أن الله منحه الصحة للعمل يوميًا على باب الله وطلب التبرع لمرضى المستشفيات غير القادرين، فى تأكيد لمعانٍ وقيم كثيرة تتمتع بها هذه الشرائح، ربما لا تدركها بعض الشرائح الثرية التى اعتادت على حياة الترف والمظاهر.

أعتقد أن حياة كريمة هى أهم شروع قومى فى الوقت الراهن، ويمكن من خلالها القضاء على مظاهر سلبية كثيرة عانت منها مصر، وهى أيضاً فرصة أمام منظمات المجتمع المدنى والأهلى والأحزاب السياسية والجامعات، والقادرين وكل القوى الفاعلة فى المجتمع أن تثبت قدرتها على العمل الاجتماعى والجماعى لخدمة هذا الشعب وتحويل كل السلبيات إلى إيجابيات من خلال المبادرة لترسيخ قيم الجمهورية الجديدة فى المساهمة والمشاركة والتعاون والتسامح والتحضر وغيرها من القيم التى سبقتنا فيها أمم كثيرة.

حمى الله مصر

نائب رئيس الوفد