عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من طعنك يا أخى فى الله ليس مختلاً عقلياً فحسب وإنما مختل عقائدياً وفكرياً.. ولد فى بيئة ترفض الآخر.. ورضع أفكاراً مسمومة... ملوثة بالتكفير لكل من اختلف معه فى العقيدة.. أفكاراً ورثها من مستنقع الكراهية.. التى اتخذت منهج الإقصاء للآخر.. منهجاً تربوياً شب عليه من الصغر مع آراء متطرفة هدامة..لا يعرفها الإسلام..

دين الإسلام الذى يضع أهل الكتاب، وخاصة المسيحيين، فى منزلة خاصة يحمل لهم المسلمون كل الاحترام.. الله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه الكريم «ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون». .وعن حرمة دمائهم: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «من قتل قتيلًا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً».

دين الإسلام الذى دعا إلى التعاون مع أهل الكتاب على البر والعدل، وهذا ما نبهت إليه آيات عديدة من القرآن الكريم، تؤكد نوع الروابط التى تربط أهل الكتاب جميعاً مسلمين ومسيحيين ويهود، وذلك فى قوله تعالى: «كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لا نفرق بين أحد من رسله»، كما بينت آية أخرى الموقف الثابت المترتب على هذا الإيمان المشترك، وذلك فى قوله تعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين».

فإلى كل دعاة الفتنة والوقيعة والمتشددين الذين غابت عنهم الصورة الحقيقية للإسلام نقول: إن هذا الدين العظيم الذى تنتمون إليه وتجهلون أحكامه الصحيحة ومواقفه الحضارية، يقرر فى وضوح مطلق مبدأ حرمة دم الإنسان، ويشدد غاية التشديد فى الإنكار على كل من يستبيح هذه الحرمة، حتى يصل بنا هذا الإنكار إلى قوله تعالى: «من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً». ويردد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) هذا المعنى فى قوله: «لا يزال المسلم فى فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً».

وختاماً لست أنت يا أخى المقصود بالطعن..وإنما المقصود هو طعن الجسد المصرى كله.. الذى يحزن هؤلاء أن يروه فى تراحم وتلاحم.. يريدون لهذا الجسد أن يتحلل ويتفكك... وأن يكون ضحية الفرز الطائفى والأصولية الإقصائية والجهادية التكفيرية، فهذا التلاحم وهذه الألفة قد أغضبت العدو كثيراً.

فبالامس كان الرهبان والقساوسة يشاركون فى وضع زينة رمضان وإنارة فانوس رمضان، ويشاركون فى إعداد وجبات إفطار للصائمين...ونؤكد للجميع أن كل المحاولات بإثارة الفتنة ستسقط أمام وعى وإرادة المصريين..وسيظل الجسد المصرى، مسيحيين ومسلمين، فى تماسك وتلاحم، وفى ألفة وتراحم.. رغم كيد الكائدين وحقد الحاقدين. رحم الله المواطن المصرى أرسانيوس وألهم أهله الصبر والسلوان، حفظ الله الوطن.

---

رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد ببنى سويف

عضو الهيئة العليا للحزب