رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

لا شك أن الملقى معتلى المنبر عليه عبء كبير بعد أن تغيرت طباع المتلقى وأصبحت له شروط لتقبل المعلومة والعلم.. فى الماضى كانت المعلومات مصدرها درس العلم أو المحاضرة والكتب والكتابة.. كانت براعة الكلمات هى السبيل الوحيد لدخول المعلومة القلب قبل العقل، وتطور الأمر وجاءت منابر الإذاعة والتلفزيون والفيديو وأخيرا السوشيال ميديا، منابر تدخل البيوت دون عناء السفر وشقاء البحث..

 تلك الاختراعات هى من عدلت فى سلوك المتلقى وجعلت منه هذا المتمرد الذى لا يقبل كل ما يعرض عليه بل يختار ويمحص.. العجيب فى الأمر أن هذا المتلقى أصبح من الممكن أن يصدق ويقبل معلومة من شخص ما ولكنه يرفض نفس المعلومة من آخر بحجة أنه لا يملك مصداقية رغم أن المعلومة واحدة.. حالة من القبول والرفض لشخص الملقى وليس لدرجته العلمية..

المواطن من خلال السوشيال ميديا أصبح يأخذ ويرد وينتقد ويمحص ويعلق.. لقد تسببت تلك التكنولوجيا ليس فقط فى انتشار البضاعة وتعدد وكثرة مقدميها ومع تلك السهولة فى الحصول عليها بل أيضا فى خلق حالة من الجدل والرفض والتدقيق من المتلقى، فهل تأثر ورثة الأنبياء؟!

أتحدث عن هؤلاء من وصفهم النبى صلى الله عليه وسلم وقال فى ضمن حديث طويل: «إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافر». هذا الحديث يبيِّن فضل العلماء، توضيحًا لقوله تعالى:(يَرْفَعُ اللهُ الذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ والذِينَ أُوتوا العِلْمَ دَرجاتٍ) (سورة المجادلة: 11)

وهنا نتحدث عن ورثة الأنبياء فى عصرنا كونهم المنابر التى تلقى بالمعلومة لتعلم الناس.. وهم الوارثون لما تركه الرسول، لأنه القائل: «بلِّغوا عنى ولو آية» رواه البخارى، والقائل فى طلاب العلم: «مَن سلك طريقًا يبتغى فيه علمًا سلك الله به طريقًا إلى الجنة» كما رواه مسلم، والقائل: «إن الملائكة لَتَضعُ أجنحتَها لطالب العلم رِضًا بما يصنعُ»..

 ربما لم يلخص الأمر فى العلم الشرعى فقط فالإسلام شريعة دين ودنيا.. وفى عصرنا كثرت المنابر ولكن للأسف مع عدم التخصص وهو ما تسبب فى ظهور فتاوى غريبة من غير المتخصصين.. جعلت من الناس لا تثق حتى فى المتخصصين ورثة الأنبياء.

أعتقد أن حالة الرفض الواضحة التى تظهر من خلال تعليقات السوشيال ميديا على الفتاوى الدينية الإسلامية تنم عن كثرة مروجى البضاعة مع عدم التخصص وهى حالة تحتاج بالفعل إلى تنظيم والتخصص ليس مقصود به المعتمدون بصك الدولة، فالعلم لا يحتاج سوى متخصص دارس للعلم وليس جوار الحاكم.

المتلقى أصبح يختار ما بين أصحاب المنابر يستجيب لهذا ويرفض هذا حتى ولو كانت المعلومة واحدة وموثقة وهو أمر غريب ربما بسبب كثرة البضاعة.