رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

فى يوم المرأة العالمى تحتفل المرأة المصرية بانتصارها فى معركة البقاء والوجود ضد التعصب والإرهاب وضد المؤامرة الدولية لتقسيم مصر وتغيير الهوية والشخصية المصرية.. ومع أن 8 مارس هو اليوم العالمى للمرأة وقد فرضته الأمم المتحدة على العالم باعتباره تعبيرًا عن ثورة النساء فى أمريكا للحصول على مكاسب مادية وعلمية فإن يوم 16 مارس هو يوم المرأة المصرية الذى خرجت فيه نساء مصر من أسر الحرملك وكسرت النساء قيود التخلف والرجعية التى فرضتها عليها أعراف وتقاليد الدولة العثمانية وسلبتها حقوقها الشرعية والمصرية التى اكتسبتها منذ فجر البشرية على ضفاف نهر النيل وأقدم حضارة عرفتها الإنسانية.. فى 16 مارس خرجت 300 سيدة بقيادة هدى شعراوى ليس من أجل المكاسب المالية وحقوق العمل وساعته وإنما خرجت نساء مصر عام 1919 يساندن الزعيم المصرى سعد زغلول فى حربه وصراعه وكفاحه من أجل استقلال مصر عن الاحتلال البريطانى والاستعمار الأجنبى وسقطت أوليات الشهيدات المصريات وبدأت حركة نساء مصر قبل العالم أجمع مطالبات بالتعليم وإصلاح قوانين الزواج والأسرة وفى 16 مارس 1956 بعد ثورة يوليو حصلت المرأة المصرية على حقها السياسى فى الانتخاب والترشح لمجلس النواب وهو ما أقره دستور 1956.. ولم تكن ثورة يناير أو يونية إلا استكمالاً لهذه المسيرة العطرة المريرة المثمرة فى النهاية.. ويكفى أن المرأة المصرية هى من حمت مصر من هجمة الإرهاب والتعصب واستطاعت أن تحرك الأسرة بكاملها فتكون هى من تحمل العلم والزاد وترفع الصوت فى معركة التحرير والتغيير وتقف شامخة متحملة كل تبعات الثورتين والفوضى والإرهاب سياسيًا واقتصاديًا وإنسانيًا ولهذا فإن المؤامرة القادمة تستهدف نساء مصر وبناتها بعد أن كانت تستهدف شباب مصر ومستقبلها عبر المنظمات الحقوقية والتدريب بالخارج.

قضايا النساء ليست هى العنف والختان والتحرش والتى سوف تكون محور اهتمام المؤتمر الدولى للأمم المتحدة فهذا ما يصدره العالم الغربى لنا، فقد اختلطت المفاهيم وأصبحت تعرف الإسلام بالإرهاب والعنف الممنهج تجاه النساء ومعظم ما يتم عقده من مؤتمرات نسوية لا تناقش سوى قضايا العنف والتعصب والتمكين الاقتصادى للمرأة من خلال المشروعات الصغيرة.. فقد عقد فى باريس 27 فبراير الماضى مؤتمر دولى عن العنف والتعصب فى إيران بعد ثورة الخومينى ضد شاه إيران.. وحضر ذلك المؤتمر الدولى نساء من المعارضة السورية والعراقية ونائبات فى البرلمان المغربى وعدة نساء من إيران وروسيا والاتحاد الأوروبى وبلغاريا والكونجرس الأمريكى وزوجة الرئيس الجزائرى السابق هوارى بومدين.. وكانت معظم الكلمات عن التعصب الدينى والذى تحول إلى تعصب سياسى واجتماعى أولى ضحاياه النساء فى إيران وسوريا والعراق وفلسطين.. ولم يتطرق المؤتمر إلى أهمية تصحيح المفاهيم الإسلامية المغلوطة عن وضع المرأة فى الدين الإسلامى مما يؤثر بصورة خطيرة على نظرة الغرب تجاه الدين وتجاه النساء فى المنطقة العربية.. وتعتبر الأمم المتحدة قضايا الختان والتحرش والعنف وحقوق الإنسان من أولويات قضايا المرأة فى المنطقة العربية وهو مدخل جديد لمنظمات المجتمع المدنى والتدخل الأجنبى فى شئون الوطن عبر بوابات المرأة والنساء والدين وحقوق المرأة فى الصعيد وسيناء والمناطق الجديدة، وعلى أجندة المؤتمر قضايا اللاجئين من النساء والأطفال فى الصراعات العرقية والدينية الدائرة فى منطقة الشرق الأوسط ويأتى موضوع العنف تجاه النساء على رأس الأجندة الدولية ومعه تمكين النساء والفتيات من التنمية المستدامة عبر منع العنف تجاههم وكذلك حماية اللاجئين منهن.

ولم يذكر التقرير عن المؤتمر أى اشارة إلى أهمية محو أمية النساء أو تعليم الفتيات وضرورة احترام الخصوصية الثقافية والعادات والتقاليد وفى هذا المحفل الدولى سيكون تمثيل مصر ومنظمات رسمية وأخرى أهلية بعضها محول وبعضها مستقل ومنظمات تمثل المعارضة للحكومات التى تشهد صراعات وحروبا أهلية.. القضية خطيرة وحرجة والأجندة الدولية مازالت تصر على أن تكون هى المتحكم والمسيطر على الحكومات والشعوب فليست الأمم المتحدة سوى الحكومة الدولية التى تعبر عن سياسات الدول الكبرى ومصالحها ولم تعد الأمم المتحدة منظمة دولية مستقلة تعمل لصالح الشعوب والعالم أجمع وإنما هى حسابات وتوازنات وأولويات لخدمة مصالح الدول الكبرى المتحكمة والمسيطرة على السياسة الدولية.. المرأة المصرية على وعى ودراية بما تريده وتطالب به من أمن واستقرار سياسى وتجديد للفكر الدينى وتصحيح للمغلوط من التأويل الدينى الذى تم بثه عبر جماعات وجمعيات أصولية متطرفة تغلغلت فى التعليم والحياة الاجتماعية وساندتها جمعيات ممولة من الخارج تعزف على ذات اللحن والمفهوم الضيق لدور المرأة من تحرش وختان وعنف وزواج قاصرات.. ولكن توجه الدولة والرئيس نحو أهمية التعليم كمخرج حيوى وأساسى لتغيير المجتمع سوف يستهدف المرأة لأنها هى عماد الأسرة وهى التى سوف تتكفل بالتنوير، حيث إن من تربى الصغار على التسامح والوحدة ونبذ التعصب هى امرأة متعلمة مستنيرة تعلم ما هى واجباتها تجاه أسرتها ووطنها وما هى حقوقها التى كفلها لها الدستور والقانون وقبل كل هذا أو ذاك الدين الحنيف فكانت النساء شقائق للرجال.. نعم نحن النساء ونعم نحن المصريات من وهبن البشرية حضارة وخلودًا.