عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العرب تركيا إيران.. هذا المثلث إذا تناحر كتب علي نفسه وعلي المنطقة الفناء، واذا تعاون اقتنص لب الحضارة وتفوق علي سائر الأمم، وقد أدرك الغرب هذه الحقيقة عقب صحوته من غيبوبة القرون الوسطي، ومع دوران عجلة الثورة الصناعية 1776 تبلورت استراتيجية مفادها عدم منح هذه المنطقة فرصة للهدوء، وكان المدخل الطائفي أو تزكية الصراع علي السلطة أو الغزو العسكري من ضمن آليات اليمين المتطرف لتحقيق هذا الهدف، بيد أن أخطاء زعماء الشرق كانت تحقق النتائج المرجوة، وبصور ربما تفوق حصاد التدخل العسكري مئات المرات، واليوم يتمترس السنة والشيعة في خندق الصراع الطائفي للقضاء علي مستقبل المنطقة.

وللتدليل علي عمق المؤامرة ما جاء في مؤتمر هرتزيليا بإسرائيل عام 2012 مما يلي: «أنه من الضروري تكريس الصراع السني – الشيعي من خلال السعي إلى تشكيل محور سني من دول المنطقة يقوم أساساً على دول الخليج ومصر وتركيا والأردن في مقابل محور الشر الذي تقوده إيران باعتباره محوراً للشيعة» وبالطبع هذا الفكر هو امتداد للأصولية الغربية الأشد تطرفًا من داعش الشرقية التي صنعت من الجهلاء علي أيدي الغرب لجر المنطقة إلي محرقة إقليمية.

بالتصادم سوف تخسر إيران ما ربحته من السياسة الذكية في العقدين الأخيرين عندما تمكنت من بناء برنامج نووي وقاعدة كبري للصناعات المدنية والعسكرية بلا طائل، علاوة علي أنه من الممكن أن تتجرع مرارة التفتيت العرقي،  إذ يتكون نسيجها من عرقيات مختلفة، العرق الفارسي 51% والأذري 24%، والجيلكي والمازندراني 8%، العربي 3%، والكردي 7%، واللور2%، والبلوش 2%، والترك2%، وعناصر أخرى 1% وحال أن تقرر كل فئة الاندماج في محيطها العرقي، لن تشفع الطائفية في وقف ذلك، بدليل أن الأكراد السنة يقاتلون للانفصال عن تركيا السنية.

أما تركيا فقد أثارت حفيظة الغرب بعد أن تحولت من دولة شبه مفلسة إلي القوة الاقتصادية الثامنة عشرة عام 2015، ولو استمرت تنمو بنفس المعدلات سوف تتحول إلي يابان جديدة يهدد الأسواق الغربية في عقر دارها، وفي الشرق العربي، علاوة علي وجود أصوات أصولية غربية متطرفة تطالب بعودة القسطنطينية إلي أوروبا مرة أخري، وذلك تأكد اقتصاديا بلفظ فكرة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وعسكريا بما نشر في فبراير 2016 عن قيام الولايات المتحدة بدعم داعش الإرهابية وقوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تسعي لتفتيت تركيا، وهذا يؤكد أن تركيا ما هي إلا قاعدة مؤقتة تستخدمها قوات الأطلنطي لأغراض محددة، وسوف يركلها الحلف وقت الخطر لتذوب وتكسر قدرات القوي التي تهدد مصالح الغرب.

واليوم فإن تدمير دول الخليج هو المقصد، فبعد تدمير العراق، وسوريا وتقسيم السودان، وتمزيق ليبيا، وتدهور الاقتصاد المصري، لم يبق سوي الانقضاض علي قوة البعث والإحياء بالخليج بوصفها مخزون الإمداد اللوجستي لبقايا حتي يصبحوا جثة هامدة، كما أن هذه الدولة علي مشارف التنمية الحقيقية، وخاصة بعد أصبحت الإمارات والسعودية علي بوابة العصر النووي، والطاقة الشمسية، أضف إلي ذلك نمو بعض الصناعات والمشروعات الاقتصادية وزيادة وتيرة نمو التنمية البشرية، ولم يبق سوي تسريع وتيرة التنمية، والحد من البذج في الإنفاق الاستهلاكي لصناعة نهضة سوف تؤدي إلي توقف ماكينات الإنتاج بالغرب إذا أديرت بالشكل المناسب، وذلك في غضون عقد من الزمان تقريبًا، ومن ثم سوف يسفر التصادم عن وقف التنمية واستهلاك الودائع العربية ببنوك الغرب.

أما روسيا ذلك الفارس الأطرش الذي دخل الصراع مدفوعا بجنون العظمة والرعونة النووية فلن تنجو من المحرقة، وربما ينتقل جزء من الصراع نحو أراضيها وخاصة أنها تتكون من عرقيات واثنيات مختلفة، وهذا سوف يشل دوزان جهاز الإنتاجي المتطور، ويؤلب عليها الضمير العالمي بسبب مساندة السفاح السوري بشار الأسد، وعندئذ لن تفيد قاعدة طرطوس الأسطول الروسي جراء انهيار التجارة الروسية مع العالم، لأن رحي الحرب قد تطول، وهذا التصادم الرباعي بين روسيا وإيران والعرب وتركيا سوف يكون في صالح المخططات التي تهدف لتركيع وإذلال روسيا ومن ثم سوف يلف القادة حبل المشنقة حول رقابهم بأيديهم حال تغليب الخيار العسكري عن الحل السياسي.

وعلي الإدارة المصرية أو الجزائرية أو المغربية أو الثلاث معا أن يطرحوا مبادرة علنية وتشكيل خلية عمل تتصل بالأطراف قاطبة لحل الأزمة فبشار لا يساوي دمار المنطقة. وعلي كل مخلص من رعايا هذه الدول توصيل هذه الصراخة للزعماء لعلها توقظ النائم في العناد أو الغرور.