رادار
بين مشهدين مختلفين تماماً تكتمل الصورة! قبل جائحة كوفيد-19، كانت الحياة أقرب إلى أن تكون طبيعية.. يمكنك أن تقول عنها «اعتيادية».. كل على طريقته وبأسلوبه!
المدارس فى زمن ما قبل كورونا مفتوحة الأبواب.. جدرانها الخارجية مطلية بنقوش وكل ما لذ وطاب من الأقوال المأثورة عن التفاؤل والمثابرة والشغف للتعلم والتسامح! لن أنسى – وأنت أيضاً بكل تأكيد - أشهر جملة لطالما ظلت حاضرة على جدران مدارسنا: «العقل السليم فى الجسم السليم»!
لكن، وبلا مقدمات، فرضت الجائحة نفسها.. عامان بالتمام والكمال غير مسبوقين فى حياتنا، أصبح كل منا قصة حية من التاريخ! كيف حال أطفالنا؟ هل أطفالنا قبل الجائحة يشبهون ما بعدها؟ بحسب تقرير صدر مؤخراً عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية «OECD» تحت عنوان: «ما وراء التعلم الأكاديمى.. النتائج الأولى من المسح الاجتماعى والمهارات العاطفية»، فقد تمت الإشارة إلى أنه وبينما تتكيف أنظمة التعليم حول العالم مع التحديات المتجددة التى يفرضها الوباء، فمن المهم أن ندرك أن العديد من الطلاب – وعلى الرغم من كل ما سبق- يواجهون ضغوطًا عاطفيًة للتكيف مع بيئات التعلم الجديدة.
ويؤكد التقرير الدولى، الذى يقدم تحليلاً علمياً لنتائج مسح دولى فى 10 مدن عالمية حول المهارات العاطفية والاجتماعية لطلبة المدارس فى عمر 10 – 15 عاماً، أن تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية للطلبة فى السياق الحالى من الجائحة تحظى بنفس القدر من الأهمية، إن لم يكن لأبعد من ذلك! إذا كنا نحتاج إلى تعليم أطفالنا مهارات الرياضيات والعلوم والقراءة ومحو الأمية العلمية، فإننا نحتاج أكثر من أى وقت مضى إلى أن نعلمهم كيف نجعل من كل طفل إنساناً متعاوناً.. متعاطفاً.. ومتسامحاً. ومشاركاً؟
التنمية الحقيقية والمستدامة ترتكز على أولئك الذين يمتلكون مهارات إنسانية مثل التعاون والتعاطف والتسامح والمشاركة الفعالة فى بناء المؤسسات!
الخلاصة: رصد التغيرات فى المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال فى مدارسنا أو ما يعرف «بجودة الحياة» ضرورة، كما أن صياغة تعريف واضح لمعناها فى تعليمنا أولوية، والتحرك الجاد لتحسينها والارتقاء بها سيرسم قصة تعليمنا فى السنوات القادمة! إنها ببساطة خلاصة مجموعة القيم الإنسانية المنقوشة على جدران المدرسة التى ستمر من أمامها بعد قليل!
نبدأ من الأول