رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدون رتوش

شهدت العلاقات بين أمريكا وفنزويلا توترات على مدى السنوات الماضية، ولكن ظهرت مؤخراً مؤشرات على أن العلاقة بين الدولتين قد تتطور أو على الأقل يتم زرع بذور التعاون بينهما وذلك فى أعقاب أول محادثات تجرى منذ سنوات بين مسؤولى الدولتين، وهو ما اعتبر بمثابة أول محادثات رفيعة تجرى بين أمريكا وفنزويلا فى توجه جديد لإصلاح الجسور بينهما بعدما كانت واشنطن قد فرضت عقوبات على قطاع النفط الفنزويلى بسبب ما نعتته بالسجل السىء للرئيس «نيكولاس مادورو» فى مجال الديمقراطية وحقوق الانسان. بل ظل «مادورو» مطارداً من جانبها ورصدت مكافأة قدرها 15 مليون دولار للقبض عليه بعد أن اتهمته بالإرهاب والفساد وتهريب المخدرات. وبدوره اتهم مادورو أمريكا بالاستغلال والاستعمار ومحاولة التدخل بشكل غير مقبول فى الشئون الداخلية لفنزويلا.

واليوم سرى الحديث عن تقارب الطرفين والذى فرضته الأوضاع العصيبة التى تسود حالياً وتتطلب إجراءات عسيرة حيث يلعب النفط هنا دوراً فى معاناة العالم مع تراجع الامدادات النفطية لا سيما بعد الحظر الذى فرضته أمريكا على صادرات النفط الروسية وارتفاع الأسعار، ليبدأ قادة الدول فى إعادة النظر فى تلك الصداقات المحرمة على غرار التقارب مع فنزويلا التى تملك الكثير من النفط، ولهذا رأينا أن إحدى الخطوات الأولى التى اتخذتها الولايات المتحدة فى الحرب العالمية الثانية كانت إحضار سفير جديد إلى فنزويلا من أجل تقديم الدعم للحكومة لتأمين حصولها على النفط. وما من شك فى أن علاقة التقارب مع فنزويلا اليوم ستكون أفضل للولايات المتحدة حيث ستضمن لها سد العجز فى النفط، وفى الوقت نفسه ستصب بالإيجاب فى مصلحة فنزويلا إذ ستعود عليها بالفائدة. 

اليوم يتطلع «مادورو» إلى رفع العقوبات المفروضة على بلده، ولهذا عرض منذ أسبوعين غصن الزيتون على الولايات المتحدة من خلال التلفزيون الرسمى رغم أنه عادة ما يكون على استعداد لانتقاد أمريكا. بيد أن الأمر يختلف الآن ولهذا تحدث عن اجتماع عقد فى «كاراكاس» بين مسؤولين فنزويليين وأمريكيين فقال: (ارتفعت أعلام الولايات المتحدة وفنزويلا هناك. كان شكلهما جميلا حقا وهما متجاوران كما ينبغى، وأردف: هذه فرصة جديدة مفتوحة حالياً. لقد كان لدينا اجتماع محترم وودى ودبلوماسى للغاية. حان الوقت الآن للدبلوماسية واعلاء الحقيقة والسلام). وقال أيضاً فى محاولة لتجميل ملفه حول الديموقراطية بأنه مستعد للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية التى تستضيفها المكسيك، بل وبعد أيام من الاجتماع بين مسؤولى أمريكا وفنزويلا أطلقت السلطات الفنزويلية سراح اثنين من الأمريكيين كانت تحتجزهما لديها. ولا شك أن كل هذا ايجابى حتى الآن ولكن إلى أين سيقود ذوبان الجليد فى العلاقات بين الطرفين؟.

مسئول فنزويلى علق على التطورات قائلاً: (منذ فترة تقول قوى داخلية فى أمريكا أن استراتيجية العقوبات النفطية ضد فنزويلا لم تكن منطقية، كما أن هدفها لم يكن ناجحاً). واليوم وفى أعقاب الصراع مع أوكرانيا أصبح من الواضح أن سياسة العقوبات النفطية تضع أمريكا فى مأزق. ويرى كثيرون أن المباحثات الأخيرة بين الطرفين هى زواج مصلحة لأن الوقت ما زال مبكراً، وما زالت العلاقات مضطربة. ومع ذلك يظل هناك مَن هو على استعداد لمنح هذه المحادثات فرصة أخرى. ولكن رغم الآمال المعلقة على أمريكا فإن المبدأ السائد يقول إن من يتوقع تحولاً سريعاً فى العلاقات مع أمريكا سيصاب بخيبة أمل وذلك لصعوبة الرهان على أمريكا.