رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الهدهد

يتمنى العالم كله لو يعرف إجابة هذا السؤال الذى قد يجهله «بوتين» ذات نفسه، فى ظل استمرار تشابك وتقاطع الخيوط بين الأطراف المختلفة، ما بين الدعم القوى لأوكرانيا عسكريا من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى، وفرضهم مزيدا من العقوبات المالية والاقتصادية على موسكو من ناحية، وحق روسيا كقوة عظمى فى حماية امنها القومى ناحية أخرى.

 أوزار الحرب تعنى الأسلحة والمعدات لثقلها على حاملها، والتعبير هنا مجازى، وهو كناية عن الرغبة فى انتهاء الحرب، فعندما تنتهى الحرب آجل أم عاجلا نقول «وضعت الحرب أوزارها» كناية عن وضع المقاتلين أسلحتهم أرضًا والكف عن القتال.

 والحقيقة أن كل من عاش وذاق وتمرغ فى تراب الحرب يعرف أن لها أوزارًا ثقيلة ومريرة على كل أطرافها.. أوزارا أثقل من الأسلحة، واسود من لون الليل.. وأشد من الموت.. فالرحيل عن الوطن قهراً وزر.. وفقدان الأحباء وزر.. الألم النفسى المرير الناتج عن ألم التجربة وزر.. مقتل الأطفال والعجائز والمدنيين، قصف المستشفيات بمن فيها من المرضى والمصابين وزر.. دمار وخراب البيوت والشوارع وزر.. تدمير البنى التحتية التى هى ملك للشعوب وزر.. إلخ.

 والجميع يعرف النتائج المدمرة للحروب فهى ليست مجرد صراع عسكرى فقط، بل صراع نفسى واجتماعى واقتصادى وسياسى على كافة الأصعدة، ويذكرنا التاريخ بأن الإنفلونزا الوبائية والمجاعات كانت من ضمن أوزار الحرب العالمية الأولى، وقد خلّف هذا المرض ملايينَ الضّحايا الذين قُدر عددهم بنحو خمسين مليون شخص لاقوْا حتفَهم حول العالم.

 أيضا انهارت أربع إمبراطوريات بسبب الحرب، وأُلغيت الدول القديمة، وتشكلت مكانها دول أخرى، وأُعيد ترسيم الحدود وأُنشئت المنظمات الدولية، وترسخت العديد من الأيديولوجيات الجديدة فى أذهان الناس.

 أما أوزار الحرب العالمية الثانية فكانت الأكثر والأبشع لما حصدته من أرواح فى تاريخ البشرية فقد قتلّ ما يقارب السبعة عشر مليوناً من العسكريين الّذين شاركوا فى الحرب وأضعاف ذلك العدد من المدنيين بخلاف إسقاط القنابل الذرية على هيروشيما وناجازاكى.

 وبعد مرور ما يزيد على السبعين عاماً على إسقاط هاتين القنبلتين التى حصدت عشرات الآلاف من الأرواح فى أقل من ثانية ما زال الذين نجوا منها فى اليابان، يعانون حتى الآن من آثارها المختلفة.

 لا يمكن لأحد التكهن بأن الحرب الروسية - الأوكرانية ستنتهى على خير، أو ستكون بداية شرارة حرب عالمية جديدة أم لا.. ولكن على الأقل ما بدا واضحاً حتى الآن أن تداعياتها الاقتصادية باتت هى الأشد ألما ووزرا، وهو ما يؤرق شعوب العالم ويهدد استقرارها خوفا من انتشار المجاعة وانهيار الاقتصاديات الناشئة لدول العالم الثالث.. اللهم نسألك أن تضع الحرب أوزراها.

 [email protected]