رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كلنا نتذكر الفنان العبقرى الراحل (أحمد زكى) ودوره فى الفيلم العربى (اضحك..الصورة تطلع حلوة) الذى يتناول قصة مصور فوتوغرافى يستخدم الكاميرا وتبنى أحداث الفيلم على ذلك، دعونى أقتبس هذا العنوان لمقالتى اليوم بإضافة كلمة واحدة ليكون (اضحك.. صورة التعليم تطلع حلوة)، حيث إن المشهد الرابع من كتاباتى يتعلق بعملية الإشراف والمتابعة على المنظومة التعليمية باستخدام كاميرات تصوير ومراقبة، وهنا أقدم اقتراحا مبسطاً وسهلاً عند التطبيق وهو تركيب كاميرات تصوير ومراقبة داخل القاعات الدراسية وتعيين لجان مؤهلة فى كل مؤسسة تعليمية لكتابة تقارير فورية عن حسن سير العملية التعليمية، فعلى سبيل المثال والقياس عندما يعلم الشخص عند دخوله أى مكان مثل (المجمعات التجارية والمعارض والمطاعم والشركات وحتى المساجد والكنائس...) أن هذا المكان مراقب بكاميرات فيضطر لأن يكون ملتزماً سلوكياً وأخلاقياً وفى كل التصرفات والحركات والتنقلات داخل المكان (وإن كان من المفترض وجود السلوكيات الإيجابية والقويمة بشكل فطرى داخل النفس البشرية)، ومقصدى هنا عند تطبيق تلك الفكرة داخل المؤسسات التعليمية يحدث التزام من جانب كل عناصر العملية التعليمية (هيئة التدريس – الطلاب – الإداريين – تطبيق الأنشطة العملية – تنمية مهارات التفكير والنقد البنّاء لدى الطلاب – استخدام الاستراتيجيات الفعالة فى التدريس مثل المناقشة والحوار ومسرحة المناهج والعصف الذهنى والتعلم التعاونى وغيرها..)، وتتكون لجنة المتابعة والإشراف على ما تصوره تلك الكاميرات من (مسئول من الإدارة التعليمية بالمدينة أو المركز أو الحى أو القرية – المشرف على القسم التابع له المادة المحددة داخل المؤسسة التعليمية) ويقومون بدورهم بإعداد تقارير شهرية عن أداء القائمين بالتدريس والطلاب والإداريين وتحديد مواطن القوة لتعزيزها داخل المؤسسة ومواطن الضعف لعلاجها والفرص المتاحة للتطوير والتحسين والتهديدات المحتملة فى المستقبل وكيفية تجنبها والتخلص منها، ويتم عرض هذه التقارير بشكل موجز ومبسط على (المجلس الشعبى المحلى داخل المحافظة أو المركز – لجنة تابعة لوزير التربية والتعليم شخصياً)، وهكذا يكون تفسير عنوان (اضحك..صورة التعليم تطلع حلوة) فهنا الضحك والابتسامة والسعادة تمتلكنا جميعاً عند حدوث تغيير إيجابى داخل الوطن وبالأخص فى مجالات ترتبط باستمرار الحياة على نحو أفضل مثل مجالات التعليم والصحة والإعلام.

ونتيجة لذلك يحدث اجتهاد من هيئة التدريس لارتباط نتيجة هذه التقارير بالترقيات وزيادة الحوافز المادية والقيام بالتدريب المستمر لهم، كما أن كاميرات التصوير والمراقبة ستساعد أيضاً فى رفع مستوى التعليم فى مصر بحيث يكون غالبية هيئة التدريس حريصين على تقديم أفضل ما لديهم وهذا بالطبع سيساعد على الارتقاء بالتعليم، كما ستجبر الكاميرات أيضاً هيئة التدريس على معاملة جميع الطلاب بالمثل وفصل حياتهم الشخصية عن العمل لأن بعضهم يعانون من ضغوط أسرية أو اجتماعية وينعكس ذلك على الطلاب، وهذا الاقتراح سيستفيد منه أيضاً أولياء الأمور الذين سيشعرون بالطمأنينة على أبنائهم داخل المؤسسة التعليمية، ومن ناحية أخرى ستفيد كاميرات المراقبة فى تجنب محاولات الغش من بعض الطلاب، حتى فى ظل انشغال أو غياب القائم بالتدريس والكشف أيضا عن الطلاب المشاغبين دراسياً أو المعتدين على ممتلكات الدولة لتقويم سلوكياتهم عن طريق استخدام الأساليب التربوية والعلمية ويتم تفعيل دور الإخصائيين الاجتماعيين داخل كل مؤسسة تعليمية وأيضاً تفعيل دور إدارات رعايات الطلاب، علماً بأن البعض سيعارض هذا الاقتراح بحجة أنها انتهاك للخصوصية ولكننا يجب علينا تقديم بعض التضحيات لبناء الوطن، ومن هنا يكون الهدف تربوياً فى المقام الأول وليس التجسس أو أغراضاً أخرى سلبية لأن المؤسسات التعليمية هى أماكن عامة للعلم والتربية والأخلاق الحميدة  وهذا لا يغنى بالطبع عن دور الإشراف الإدارى على الطلاب وهيئة التدريس، ولكنها ستكون وسيلة لحل بعض المشكلات التربوية، واستخدام هذه النوعية من التكنولوجيا الحديثة هو ضرورى نتيجة ازدياد بعض التصرفات اللا أخلاقية من البعض وضياع جهد المتميزين ليتساوى الذى يعمل كمن لا يعمل، وأما عن التكلفة المادية لهذا الاقتراح فهناك العديد من الأفكار لتوفير الميزانية المناسبة لها، ولا يفوتنا هنا مفهوم (الرقابة الذاتية) الذى سيكون نتيجة لتطبيق هذ الاقتراح داخل نفوس الأفراد فيتحولون من السلوكيات السلبية إلى السلوكيات الإيجابية ويحدث نوع ما من الالتزام المهنى لدى كل القائمين على العملية التعليمية.

وهكذا يكون قد استكملت (المشهد الرابع) من (مشاهد فى التربية والتعليم) من مشروع تطوير التعليم المقترح فى مصر حيث ناقشت فى الثلاثة مشاهد الماضية ثلاثة موضوعات مختلفة (جعل التعليم الثانوى مرحلة إعداد للالتحاق بالجامعة – التعليم الفنى وإعداد الكوادر- لا للاختبارات نعم لبناء الشخصية الإنسانية).

دكتوراه فى المناهج وطرق التدريس

جامعة عين شمس

[email protected]