رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

 

 

 

 عنوان يلخص حكاية كبيرة، فقط حاول أن تتذكر موقف عابر ربما حدث لك أو لشخص تعرفه «خد على دماغه»، لأنه قرر أن يغير من حياة آخرين يحبهم أو أن يصنع لهم شيئاً أفضل مما كان!

أما المشروع فكان: مطلوب شباب حديثو التخرج فى كليات هندسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للانضمام إلى برنامج تأهيلى متخصص فى علوم البرمجة.. تكلفة البرنامج ٣٠ ألف دولار وسينضم الخريج بعد الانتهاء منه إلى سوق عمل عالمى ويمكنه أن يحصل على دخل شهرى يصل إلى حوالى ٣٠ ألف دولار!

٣٠٠ ألف وأكثر من خريجى تلك الكليات المذكورة فى الجامعات المصرية تقدموا للالتحاق بالبرنامج، لكن كان عليهم الخضوع لتقييم مبدئى للتأكد من مدى ملاءمتهم للمعايير العالمية فى هذا المجال!

أما المفاجأة: ١١١ خريجاً فقط اجتازوا التقييم!

قصة تلخص كل الحكاية، وترمز إلى فصول متكررة من البدايات الحالمة والنهايات المؤلمة، الآمال التى سرعان ما تتحول إلى آلام مبرحة فى حياة كل منا!

إذا كان الصمت والسكون من ذهب، فإن اجتناب الخوض فى المسكوت عنه بتعليمنا خطيئة لا تغتفر! هل كنت تتوقع أن تستقبل أفكار وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى بالبحث فى أسباب المسكوت عنه فى تعليمنا بالترحاب وباقات الورود؟

بالتأكيد لا، سواء كنت طالباً على مقاعد الدراسة، أو من الآباء والأمهات والمعلمين والعاملين عليها، فالصدمة جراء التغيير تبدو أخف وطأة من أزمة حتمية قادمة لا محالة فى واقعنا ومستقبلنا، فى أسلوب حياتنا وفى سلوكياتنا كأفراد وكمجتمع إذا آثرنا السلامة وتركنا الأمور كما هى دون بحث فى الأسباب والاجتهاد فى اقتلاع المشكلة من جذورها!

ربما يذكر أهل المحروسة ويتذكرون بعد ١٢ عاماً وزيراً لم يرحمه المصريون بما له وما عليه، وزيراً قال عنه الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ أيام متعاطفاً: «خَد على دماغه»!

سوف يحاكمون أفكار الدكتور طارق شوقى وفريقه وقتها محاكمة عادلة تليق بما تحقق من نتائج واقعية فى تطوير التعليم وفى ملامح شخصية الإنسان المصرى فى عصر جديد لا نتخيله ولا يمكن لأحد أن يتوقعه!

بعد ١٢ عاماً من كتابة هذه السطور، سوف يتخرج طلبة رابعة ابتدائى من الجامعة، من هندسة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إذا وجد لها مكان، وقد نحكى هذه القصة مجدداً، فترى، هل سيجتاز خريجو الزمن القادم تحديات وقتهم أم سنعود إلى نقطة البداية؟! فى هذه الحالة؛ لا يجب أن نبدأ من الأول!

حفظ الله مصر.