عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدأت رسميًا العلاقات الثنائية الحديثة بين روسيا وأوكرانيا خلال الحرب العالمية الأولى فى الوقت الذى كانت به الإمبراطورية الروسية السابقة تخوض فترة إصلاحها السياسي. فى العام 1920، تغيرت العلاقات الثنائية بين البلدين بسبب احتلال الجيش الأحمر الروسى لأوكرانيا. فى تسعينيات القرن العشرين، أُعيد إحياء العلاقات الثنائية بين روسيا وأوكرانيا فور حل الاتحاد السوفيتي، الذى كانت روسيا السوفيتية وأوكرانيا السوفيتية جمهوريتين مؤسستين فيه. انهارت العلاقات بين البلدين منذ الثورة الأوكرانية عام 2014، تلا ذلك ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ودعم روسيا المقاتلين الانفصاليين من جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية فى حرب أودت بحياة أكثر من 13000 شخص بحلول أوائل العام 2020، وفُرض بسببها العقوبات الغربية على روسيا.

إن الحرب ستؤثر كثيرًا على استيرادنا من الحبوب كالقمح والذرة الصفراء للأعلاف وزيوت الطعام، ما يؤثر على المخزون الاستراتيجي، لأن المخزون الاستراتيجى الخاص بمصر ثلثه بالمخازن وثلثه على المراكب بالبحر وثلثه تعاقدات، فثلث الخاص بالتعاقدات هو الذى سوف يتأثر إلى أن نحل التعاقدات مع أوكرانيا إذا قامت الحرب.

من الجدير بالذكر إن روسيا وأوكرانيا اقتصادان صغيران تمامًا، على الرغم من امتلاك روسيا أكبر مساحة كتلة برية فى العالم وأوكرانيا أكبر مساحة برية (فيما خلا روسيا) فى أوروبا. ووفق البنك الدولي، بلغ الناتج المحلى الإجمالى الروسى عام 2000 حوالى ألف و500 مليار دولار أمريكى. وسجل الناتج المحلى الإجمالى الأوكرانى عُشْر ذلك الرقم عند 150 مليار دولار. أما الناتج المحلى الإجمالى العالمى فقُدِّر بـ85 ألف مليار دولار، ما يعنى أن الاقتصادين لا يولدان سوى اثنين فى المئة تقريبًا من مجمل الناتج العالمي. من هذا المنظور، بالكاد سيخلف أى تطور أثرًا يعتد به فى سائر العالم.

لكن هناك روابط معقدة فى الاقتصاد العالمى تبطل هذا التوقع البسيط، والمريح على ما يبدو. إن روسيا مهمة فى شكل غير متناسب كأكبر بلد مصدر للغاز وثالث أكبر بلد منتج للنفط والمنتجات النفطية. وأوكرانيا مهمة كبلد منتج للأغذية، ولا سيما الحبوب. فهى خامس أكبر بلد مصدر للقمح والذرة، وسادس أكبر بلد مصدر للشعير، فلابد من أن تقوم الحكومة بتدبير بدائل بلدان استيراد تلك السلع الاستراتيجية الهامة مع وجود احتياطى يكفى لشهور لسد الحاجة الاستهلاكية لتلك السلع الهامة.

الخطة البديلة حال اندلاع الحرب أن نتجه لفرنسا لأنها أقرب المنشآت المصدرة للقمح، وبعدها أستراليا، والاثنتان يوصل القمح منهما خلال أسبوع إلى 10 أيام، ثم نلجأ إلى المنشآت البعيدة مثل كندا والولايات المتحدة والبرازيل، مضيفًا القمح بهذه الدول أفضل من القمح بروسيا وأوكرانيا؛ لأن القمح الروسى والأوكرانى أقل من الأسعار العالمية بـ10%، لأن أنواعه أقل من القمح الأمريكى والأسترالى والفرنسى، لكن ذلك الفرق سوف يزيد من أسعار القمح بالإضافة لزيادة سعر البترول إذا اندلعت الحرب.