الانتقال من مرحلة الثورة بعد ٣٠ يونيو إلى مرحلة بناء جمهورية جديدة تبنى على إيجابيات الماضى وتزيل ركام سلبياته... الفكر الجديد لبناء هذه الجمهورية يتطلب منا أن ننظر حولنا ونرصد كيف أن الأمة المصرية قوية بوحدة شعبها وجيشها العظيم ورسوخ مؤسسات الدولة المصرية، ومن المؤكد أن الهدف الأكبر لهذه الجمهورية الجديدة هو بناء مصر القوية وتحقيق الحياة الكريمة لشعبها.. ولكى نحقق ذلك لا بد أن نرتكز على ثلاثة محاور رئيسية.
أولاً: التنمية الشاملة المستدامة التى تحقق الاستغلال الأمثل لموارد وإمكانيات مصر فى مجال السياحة والتى من الممكن أن نصبح من خلالها من أعظم الدول السياحية فى العالم، وما يحدث الآن فى مصر فى البنية التحتيه والمتاحف وخاصة المتحف الأكبر فى العالم وتطوير المناطق السياحية دليل كبير على الفكر الجديد.
ومن الطبيعى أن الزراعة والصناعة جناحا التنمية فى مصر وخاصة تنمية القرية المصرية والصناعات الصغيرة والمتوسطة.. وهما فى حاجة إلى ثورة حقيقية وبرنامج متكامل للنهوض بهما.
ثانياً: العدالة الاجتماعية والتى تسعى الجمهورية الجديدة إلى تحقيقها عبر تكافل وكرامة ومشروع حياة كريمة فى الريف المصرى وحقوق ذوى الهمم.. لكن هذه البرامج تحتاج إلى تطوير آلياتها والرقابة الجادة لفعالياتها، وكذلك تخفيف أعباء الطبقات الفقيرة خاصة فى قطاعى الصحة والتعليم.... ويجب أن يكون اتساع الطبقة الوسطى لتصبح الأكبر فى المجتمع المصرى هو الهدف الأهم فى تحقيق العدالة الاجتماعية.
ثالثاً: الوعى والثقافة المصرية يجب أن تقوم على نبذ العنف والتطرف الدينى والاجتماعى وتؤمن بحق الاختلاف وأهمية الحوار وتعدد الأصوات وترفض التغريب وتعمق قيم الأصالة المصرية... يجب أن تخلو من إرهاب الفكر بكل أشكاله.
هذه قواعد وأسس بناء جمهورية جديدة يتم تداول السلطة فيها عبر ديمقراطية حقيقية وجادة تحقق منها البعض وهناك ما يجب أن يتحقق.... الجمهورية الجديدة فى مرحلة العلم، ولكن هناك من الحلم ما هو فى حاجة إلى الوصول إلى مرحلة العلم.