رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

شوفها صح

«على فكرة أنا مش متخلف ولا أنا أهبل زى ما انتوا بتسمونى ولا أنا عبيط وعلشان كدة بتستخفوا بيا، وكمان مش لازم تخلوا ولادكم يضحكوا كل ما يشوفونى ولا يتريقوا على طريقة كلامى، ومش لازم تحسسوهم إنى هاقتلهم لو شفتهم أصل الحكاية أبسط من كدة بكتير، ربنا ميزنى بكرموزوم زيادة وعلشان ربنا خلق كل شىء بمقدار ويختل الشىء إذا زاد أو نقص حصل عندى خلل فى حاجات كتير، غيرت شكلى اللى انتوا بتستغربوه وخلت عندى مرض فى القلب من صغرى وفمى صغير ومش باقدر أحافظ على لسانى بداخله طول الوقت.. ممكن أكون أقل منكم ذكاء لكن الحمد له عندى حاجات كتير يمكن تكون مش عند حد فمش لازم تضحكوا كل ما أتكلم».

هذه بعض من كلمات هى فى الحقيقة لسان حال كثير من الأطفال من ذوى الإعاقة، ربما لم يتمكنوا من التعبير عنها بأنفسهم لكن أمهاتهم يتألمن كلما لمحن نظرة سخرية.. أوخوف أو حتى شفقة يعلمن تماماً أنها تترك أثراً بالغ السوء لدى طفل لا ذنب له فيما هو عليه.

هذه الكلمات هى بمثابة صرخة لهؤلاء الأطفال وأمهاتهم ضمن حملة لحماية أبنائهم بعد أن الذين سئموا العبث بمشاعر إنسانية تخص قلوب ملؤها البراءة والنقاء.

ليس من المضحك فى شىء أن يقلد إنسان طريقة كلام أو شبه أو حركة إنسان يعانى من إعاقة ما.. بل أراه منتهى القسوة بل و«تقل الدم»، فضلاً عن أن الإسلام نهى عن الاستهزاء بأشخاص يعانون إعاقة أو قصوراً جسدياً وفضلاً عما يعكسه ذلك من ثقافة اجتماعية شديدة الانحدار والسوء فإنه يؤكد تغييب عقلك إذا تتندر وتسخر من إنسان لا ذنب له فيما هو عليه، لقد حذر العلى القدير فى كتابه الحكيم من السخرية من الآخر، إذ قال تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم».. صدق الله العظيم. وحتى من يعتبرون ذلك من باب خفة الظل أو الدعابة، فإن أصل الدعابة فى أن تنتقد وتزدرى ما هو منبوذ وليس ما هو مختلف معك فى مظهره الجسدى، فأنت بذلك تنحى عقلك جانباً، وتغيب ضميرك وتتخلى عن إنسانيتك ولا تضع نفسك مكان هذا الشخص ودائماً ما يؤكد علماء النفس وخبراء التربية أن كل إنسان يعانى من إعاقة ما سواء جسدية أو نفسية وهذا هو المفهوم الأعم والأشمل للإعاقة التى لم تعد تقف عند حد نقص فى أحد الحواس أو الأعضاء.. وللحديث بقية.