عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

 

 

افتخر أنت مصرى، مصر جاءت وجاء بعدها التاريخ، حضارة مصر الفرعونية القديمة كانت الأقدم بين الشعوب فى تحديد وإقرار مبادئ حقوق الإنسان التى أقرها العالم حديثا، كان هناك اعتقاد أن مصطلح «حقوق الإنسان» وليد الغرب، إلا أن التاريخ يؤكد أن أعظم وأهم مبادئ حقوق الإنسان العالمية عرفتها الحضارة الفرعونية القديمة، ووضع قدماء المصريين نظاما يحكم العلاقة بين الحاكم والمحكومين وبعضهم البعض، وهو ما يطلق عليه نظام «ماعت» التى تعنى العدل والصدق والحق، كما أقرت الحضارة الفرعونية حق الإنسان فى الحياة، وفى التأمين الصحى، وفى التعليم، ومبدأ المساواة بين الناس جميعا، واحتضنت مصر الديانة المسيحية ونادت بتحرير الإنسان من العبودية.

وضعت مصر الفرعونية مواثيق العمل من أجل تنظيمه باعتبارها أكبر مجتمع عامل، ولبّت مطالب العمال بتحديد أوقات ثابتة للعمل، مع منحهم إجازة فى نهاية كل أسبوع عمل، ومن أكثر الأمور المهمة فى البيئة العملية الفرعونية كانوا يهتمون بالجوانب الإنسانية للعاملين بالسماح للعمال بالغياب عن العمل للاحتفال بولادة زوجاتهم أو عيد ميلاد الابن.

أول من نفذ إضراباً عن العمل فى مصر كان فى عهد الملك رمسيس الثالث بسبب تأخر صرف المرتبات، واستمر الإضراب مدة تجاوزت 10 أيام، حتى أعلن العمال بعدها العصيان، واستجاب مسئولو الدولة وقتها لمطالبهم وتم صرف رواتبهم، وكان بناة الهرم الأكبر فى عهد الملك خوفو عمالة حرة بالأجر، ووفرت الدولة المصرية القديمة عددا كبيرا من الحقوق لهم، بالإضافة إلى أجورهم أنشأت لهم مساكن ومقابر وأعفتهم من الضراب، ووفرت لهم الغذاء والماء بشكل منتظم.

يعتبر العصر الفرعونى من أوائل العصور التى اهتمت بالتعليم، ونقل المعلومات والأخبار من مكان لآخر ومن حضارة لأخرى، واهتم العصر الفرعونى بتكريم العلماء حتى إنهم رفعوهم لمرتبة القديسين، وبدأت لأول مرة فى التاريخ فكرة التأمين الصحى الشامل للعمال فى عهد الفراعنة، وهو ما أرسته معظم دول العالم فى العصر الحديث، وعرف ذلك من خلال سجلات العمال بدير المدينة بالأقصر وهو المكان الذى تم تخصيصه قديما لإقامة العمال العاملين فى حفر المقابر الملكية، ويتبين من الجداريات أنه كان لديهم نظام الإجازة المرضية لمدة يومين قابلة للتجديد وفقا للحالة الصحية للعامل.

من أهم المبادئ أيضا التى جاءت لترسيخ حقوق الإنسان المصرى قديما كانت الحق فى الحياة، فالمصرون القدماء كانوا أول من اعترف للإنسان بهذا الحق وبشكل عملى، فلم يذبحوا أبناءهم أو يوئدوهم، فالمصريون القدماء كانوا يقدسون حياة الإنسان وحق الطفل سواء كان ذكرا أو أنثى فى أن يتربى فى جو أسرى سليم، فبالرغم من أن فكرة التضحية بالأرواح كانت منتشرة قديما متمثلة فى أن يتم التضحية برجل أو امرأة من أجل إرضاء الآلهة إلا أن مصر لم تطبقه فعليا على أرض الواقع وكان يحدث فى الحضارة الإغريقية وغيرها.

أرسلت الحضارة الفرعونية القديمة مبدأ المساواة بين الجميع وعلى وجه الخصوص بين الرجل والمرأة، وظهر ذلك جليا فى الجداريات التى وجدت فى المعابد المختلفة ووجدت فيها المرأة بجوار الرجل دون تقديم لشخص على الآخر دون أن يعتبروا المرأة عورة لابد من إخفائها.

أظهرت البرديات أيضا أن مصر القديمة كان بها نظام قضائى قوى منذ عهدها الأول، هذا النظام كان يعين الملك أو الوزير نيابة عنه القضاة، بهدف الفصل فى النزاعات بين الرعايا، ومعاقبة من يكدر السلم والأمن، وهو ما يؤكد احترام الحضارة المصرية لكرامة وحقوق الحكام والمواطنين والعمل على إرساء دولة القانون وعرف العالم الحديث كل هذا من النقوش والرسومات الموجودة على جدران المعابد وجاء فيها صورة المحاكمات وجلسات الفض القضائى وغيرها.

هذه مصر من القديم إلى الحديث تبهر العالم بأنها دولة قانون تحترم حقوق الإنسان، وتدافع عن حقه فى الحياة، هذا الحق الذى أحياه الرئيس السيسى ودافع عنه من أجل ضمان حياة آمنة للإنسان لا يتعرض فيها للقتل أو العنف كما حدث من الإرهاب الذى استهدف الحياة وتصدت له القوات المسلحة المصرية وأجهضت محاولاته فى حكم المصريين بالقوة أو قتلهم، فحق الحياة مقدم على كل الحقوق وأهمها، ثم أطلق الرئيس السيسى ولأول مرة الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، والتى تهدف لتعزيز الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية داخل البلاد، واعتبرها الرئيس السيسى نقطة مضيئة فى تاريخ مصر، وخطوة جادة فى سبيل النهوض بحقوق الإنسان فى مصر فى دولة قانون يخضع فيها الجميع للقانون، وقضاؤها مستقل، وجميع المواطنين متساوون فى الحقوق والواجبات.