عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

ربما حاليًا لا تشغلنا كثيرًا القيمة الفنية لفيلم «أصحاب ولا أعز»، مثلما تشغلنا قيمة أهم وهى حرية التعبير.. وما يشغلنا هذه المرة فى هذه القضية الأزلية فى بلادنا يختلف تمامًا عن كل المرات.. فغالبًا يصارع المبدعون، فى كل المجالات، السلطات الحكومية والرسمية مثل الرقابة، والأزهر والبرلمان، لانتزاع حريتهم فى التعبير التى تنتهى فى النهاية لصالح الجمهور.. الغريب هذه المرة أن الفنانين يواجهون الجمهور للدفاع عن حريتهم فى التعبير!

فما إن عرضت منصة نتفليكس فيلم «أصحاب ولا أعز»، وهجوم الجمهور المصرى وليس اللبنانى، على الفيلم والممثلين، وخصوصًا طبعا منى زكى، لم يتوقف، لأسباب أخلاقية وليست فنية.. ومع أن الفيلم ضم العدد الأكبر من الممثلين اللبنانيين، ومخرج الفيلم وسام سميرة لبنانى، وكذلك الممثل الذى قام بدور مثلى الجنس.. فلماذا كل هذا الغضب من الجمهور المصري؟!

وفيلم «أصحاب ولا أعز» مأخوذ عن الفيلم الإيطالى (Perfect Stranger ) وتدور أحداثه حول 7 أصدقاء يجتمعون على العشاء، ويقررون أن يلعبوا لعبة، بأن يضع الجميع هواتفهم المحمولة على طاولة العشاء، بشرط أن تكون كل الرسائل أو المكالمات الجديدة على مرأى ومسمع من الجميع، وسرعان ما تتحول اللعبة التى كانت فى البداية ممتعة وشيقة إلى جلسة مليئة بالفضائح والأسرار، سواء بين كل زوجين أو بينهم كأصدقاء قريبين من بعض منذ الطفولة، ومن هذه الأسرار صديقهم الذى أخفى عنهم إنه مثلى جنسيا وقام بدوره الفنان اللبنانى فؤاد يمين!

والفيلم يعتبر نسخة طبق الأصل من الفيلم الإيطالى، فهو مجرد تعريب له، ويكاد أن يكون منقولًا بالمشهد وبكل حواراته، وحتى ردود أفعال المثليين وبحالاتهم الشعورية إلا فى حدود ضيقة جدًا، ومع ذلك فإن الأداء عمومًا كان محترفًا ومبدعًا فى نفس الوقت، وقدمت منى زكى دورها بذكاء وسهولة كعادتها، وكذلك عادل كرم، نادين لبكى، إياد نصار، جورج خباز.

ومع أن المخرج وسام سميرة يبدو أنه يمتلك أدواته الفنية لتجربته الطويلة فى الإعلانات والأفلام القصيرة، فأعتقد أنه تسرع فى قبول هذا الفيلم، وكان يجب أن ينطلق فى أولى تجاربه مع فيلم يقدمه بصورة أفضل على المستوى الفنى، لأن الفيلم كما قلت هو تقريبًا استنساخ عن الفيلم الإيطالى الذى سبق وعمل منه أكثر من نسخة بأبعاد مختلفة، ولكن يظل فيلم «أصحاب ولا أعز» بنفس ابعاد الفيلم الإيطالى «غرباء بالكامل»!

وعودة إلى غضب الجمهور من الفيلم ومن منى زكى، ومن ظهور ممثل يقوم بدور مثلى الجنس.. فلا بد أن نعترف أن الجمهور فى مصر أخلاقى، وأحكامه على الاعمال الفنية أخلاقية وليست فنية.. والسبب أنه تم تربيته فنيًا بصفة عامة وسينمائيًا بصفة خاصة على تقييم الابداع بمعايير أخلاقية من الدرجة الأولى وفنية من الدرجة الثانية والرابعة وحتى العاشرة، ولذلك هو جمهور محافظ، وفى السنوات الأخيرة رفع عدد كبير من الممثلين والمؤلفين والمخرجين راية السينما النظيفة، وكان جيل منى زكى هو الممثل الشرعى لهذه السينما، فمن الطبيعى أنهم يشربون من نفس الكأس الآن، ومن نفس الجمهور الذى قاموا بتربيته على هذه السينما النظيفة!

[email protected]