عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

 

 

 

 

تراجع دور مصر بعد ثورة 25 يناير، فقدت تأثيرها الدولى ونفوذها العربى، وتدهور الاقتصاد، وانهارت جميع المرافق، وشعر الشعب بالاختناق خاصة بعد استغلال الإخوان الأوضاع المتردية، فى التحريض على العنف وتحويل الثورة من السلمية إلى التقاتل وإراقة الدماء مما شجع بعض القوى الخارجية على التدخل فى الشئون الداخلية لمصر والسعى للقفز على دورها ومكانتها تمهيدا لإسقاطها.

الإخوان من الداخل كانوا يرحبون بتفكيك الدولة عن طريق شركائهم فى الخارج مقابل السماح لهم بإقامة إمارة إسلامية على جزء من مصر، وإهداء مناطق مهمة إلى أصدقائهم فى سيناء وحلايب وشلاتين وفى الصعيد، وخططوا بالاتفاق مع أجهزة خارجية للتنازل عن إدارة بعض المشروعات الاستراتيجية مقابل الأموال، كما وضعوا خططا لإعادة هيكلة بعض المؤسسات المهمة لتدين لهم بالولاء، وتساعدهم على تحقيق طموحاتهم.

وحتى يحقق الإخوان أهدافهم سعوا للوصول إلى السلطة، فى البداية، فى عنفوان الثورة قالوا إنهم لا يسعون إلى الحكم، وعندما نجحوا فى نشر الفساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وامتصاص حماس الشباب الذى قام بالثورة من أجل العيش والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وتحويله إلى فرق متناحرة، بعضهم ينفذ خططا خارجية أعلن الإخوان عن خوضهم الانتخابات الرئاسية، كانوا هم الفصيل الأقوى الجاهز للقفز على السلطة ولجأوا إلى دعايات انتخابية استغلوا فيها، هم والموالون لهم، الدين فى تحقيق أهدافهم، وعن طريق دعايات الجنة والنار والسبحة والجلباب واللحية، وعن طريق العزف على بطون الغلابة الذين استغلوا حاجتهم للمواد التموينية مثل الزيت والسكر، وعن طريق العبث فى جداول الناخبين، وفضيحة المطابع الأميرية، وتهديد الناخبين وصل الإخوان إلى الحكم بعد استبدال مرشحهم الأول الذى رفضته اللجنة العليا للانتخابات لأنه رد سجون، بمرشح خائن للوطن وهارب من السجن فى عملية عرفت باقتحام السجون.

وصل الإخوان إلى القصر، وتحول «استبن» الانتخابات إلى «استبن» الرئاسة أيضا، عندما اكتشف الشعب بعد إفاقته من الصدمة وتأكده بأنه شرب مقلب الجماعة التى وظفت الدين من أجل السياسة أن رئيس القصر ليس هو رئيس مصر، وأن الرئيس هو مرشد الجماعة الذى يقيم فى المقطم بمكتب الإرشاد هو وباقى العصابة وعلى رأسهم المرشح المرفوض.

اتضحت المؤامرة الإخوانية أكثر من خلال رسالة بعث بها المرشد إلى الرئيس الإخوانى بأنهم، أى الجماعة، هم الذين أتوا به إلى المنصب، وأنهم قادرون على إقصائه، المرشد قال فى رسالته إلى «مرسى» متنساش نفسك!! وبعد قيام «مرسى» بأداء القسم ثلاث مرات فى التحرير وفى المحكمة الدستورية العليا وفى مجلس الشعب، أعلن أنه رئيس العشيرة والقبيلة، لم يكن لديه مانع أن يدخل باقى الشعب ضمن عشيرته وقبيلته، وعليهم السمع والطاعة العمياء ولكن الشعب الذى أسكرته حيل الجماعة فاق وقرر إنقاذ مصر من أيدى هذه العصابة الفاشلة التى سخّرت الدين للوصول إلى السلطة لتحقيق أهداف أجهزة خارجية تسعى للحصول على مكانة مصر.

حاول الإخوان توجيه رسالة تخويف للشعب أشاعوا أنهم جاءوا لحكم مصر مدة لن تقل عن 500 عام، والذى يلتزم ببرنامجهم فله الأمان، ومن يعترض فباب الهجرة مفتوح، وبدأوا بالأقباط لفرض جزية عليهم أو اضطهادهم لتطفيشهم من البلد! أثبت الإخوان أنهم فصيل فاشل، هدفهم المال، وهدم مؤسسات الدولة بحجة الهيكلة، وخططوا لأن تكون البداية من الجيش والشرطة والقضاء، الفشل دائما يأتى بفشل أكبر، تقلص دور مصر أكثر، وتم طردها من معظم الفعاليات الدولية والإفريقية بسبب سوء إدارة الإخوان للأوضاع الداخلية والعلاقات الدولية، وتردت أوضاع المواطنين، وتحولت المرافق إلى زائر غير مقيم من كهرباء ومياه وغاز وعادت الطوابير أمام أفران الخبز، ومستودعات البوتاجاز وعمت الفوضى والسرقات والسلب والنهب وانحاز الإخوان إلى عمليات العنف والإرهاب، التى كانت تقع فى سيناء، وقال «مرسى» إنه يحافظ على الخاطفين والمخطوفين فى أغرب تعليق له على قيام بعض المتطرفين بخطف جنود وضباط مصريين، وأمام هذا الفشل فكر المصريون فى الخلاص من حكم الإخوان وبالأصح حكم المرشد «بديع»، الذى كان يدير الحكم من وراء ستار، ويقف «مرسى» فى الواجهة يخاطب الأهل والعشيرة.

إرادة الشعب المصرى واستجابة القوات المسلحة وشجاعة عبدالفتاح السيسى الذى لم يفكر فى نفسه ولا منصبه ولا أسرته واتخذ قرار إنقاذ المصريين من وحل الجماعة كان وراء نجاح ثورة المصريين فى 30 يونيو، تم طرد الإخوان من السلطة بعد عام واحد من الحكم. يوم 30 يونيو كان أكثر من 33 مليون مواطن مصرى فى ميادين مصر يهتفون يسقط حكم المرشد، وينادون على القوات المسلحة بتأمين ثورتهم، وانحاز الجيش إلى الشعب بتوجيهات من قائد الجيش عبدالفتاح السيسى ونجحت ثورة المصريين على الإرهاب الذى تخفى فى صورة سلطة، وهم فى الحقيقة خانوا الوطن وهم فى السلطة، لم يحدث فى التاريخ قيام رئيس دولة بالتخابر والتجسس ضد بلده كما فعل محمد مرسى الرئيس على الورق فى زمن الإخوان.

بعد سقوط الإخوان تحولوا إلى الإرهاب، واعترف أحد قيادات الجماعة بأن الإرهاب الذى يحدث فى سيناء سيتوقف فورا بشرط عودة «مرسى» إلى القصر ليمارس الحكم، قالت له مصر لا، مستندة إلى الدرع والسيف، جيش مصر العظيم الذى قضى على الإرهاب وجفف مصادر تمويله، وعادت مصر للمصريين، وعاد الإخوان إلى السجون والجحور، مصر بلا إخوان، مصر لكل المصريين الذين يخافون عليها وينبذون العنف والإرهاب، مصر لكل من يعيش على أرضها بسلام وأمن، ويلتزم بقوانينها، ويحترم علَمَها ونظامها، الإرهاب ولىّ مع الإخوان، وأصبح فى خبر كان.