رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فكرة أن يتم إرهاب المثقف أو المختلف مع الحريات المنفلتة والأفكار الجديدة المغلوطة التى تحاول أن تخلق حالة مجتمعية وسلوكية تسمى «العادى» وتحول كل ما هو محرم دينياً أو مجرم قانونياً أو مؤثم مرفوض اجتماعياً وثقافياً إلى مألوف وطبيعى ومقبول بأسلوب وطريقة جديدة وحديثة عبر ما يسمى المنصات الأجنبية ذات الأجندات الخاصة والتوجهات المعروفة لمفهوم حروب الجيل الخامس وليس الرابع حيث التغير المنشود للمجتمعات يكون من خلال الفن والدراما والسينما التى تبث كل ما هو شاذ وكل ما هو مجرم ومحرم من خلال أطر فنية أو من خلال ألعاب إلكترونية شديدة الذكاء والخطورة تدمر الجهاز العصبى والحركى والنفسى للأطفال والمراهقين وتؤهلهم لمزيد من العنف والتنمر وسفك الدماء والاعتداء على الآخر حين الاختلاف على قضايا بسيطة لأنه كل منهم قد تربى على أن هذه الألعاب ليست وسيلة للترفيه ولكنها أداة تدمير المجتمع.

وتلك المنصات الجديدة أصبحت فى متناول المواطن العادى حيث تمنح شاشات مشاهدة لأكثر من مشاهد وبالتالى يصبح الاشتراك زهيداً مقارنة بدخول السينما بأسعار تذاكر مبالغ فيها، وهذا التوجه الجديد يقتبس أفلاماً أجنبية ودراما أجنبية ويحولها إلى أعمال عربية دون تغيير فى أى شخصية أو قصة أو هدف ومضمون إلا فى أضيق الحدود، ما يذكرنا بالأعمال المعربة التى بدأت بها فنون المسرح والرواية، فإذا بنا نعود إلى الخلف والوراء ولكن بصورة جديدة كما حدث فى مسلسل «قواعد الطلاق الأربعين» المسلسل التليفزيونى الذى يعرض على إحدى القنوات الشهيرة وهو يعرض لأنواع العلاقات الزوجية وغير الزوجية وما تعانيه المرأة المطلقة أوالعشيقة لرجل متزوج، وكانت هناك فى الأصل علاقات مثلية لكن القائمين على العمل «المعرب» رفضوا الإشارة إلى هذه القصة بعد صراع مع المنصة الإعلامية.

وأخيراً خرج فيلم «أصحاب ولا أعز» بطولة منى ذكى وإياد نصار ونادين لبكى من إخرج وسام سميرة.. عن قصة أجنبية تم تحويلها إلى فيلم يعتمد على الحوار بين مجموعة من الأصدقاء المتزوجين، وأحدهم غير متزوج، ويتعرض الفيلم للعلاقات الغربية والمثلية والمحرمة والخيانات الزوجية والحياة السرية التى يعيشها معظمهم من خلال لعبة قديمة تم تقديمها فى فيلم «ويجا» لخالد يوسف، وهنا فى هذا العمل الممل فنياً الذى تدور أحداثه فى لبنان والمكان مطبخ وحديقة وصورة باهتة غير مبهرة وإيقاع بطىء وحوارات طويلة وشخصيات لا عمق لها لكنها تقدم أفكاراً وسلوكاً وحزمة من القيم الغريبة عن حياتنا العربية والمصرية حتى إن كنا مجتمعات بها ثقافات مختلفة إلا أن هناك قواسم اجتماعية ودينية وعادات وتقاليد مشتركة وثابتة وراسخة لأنها جزء من النسيج العربى والمصرى والإنسانى فمن هو الأب الذى لا تهتز فيه شعرة نخوة ورجولة وحمية على ابنته القاصر التى تعاشر زميلاً لها فى المدرسة. ومن هو الزوج أم هى الزوجة التى تقبل كل أصدقاء الزوج وصديقات الزوجة، وأين تلك الزوجة التى تخبئ زجاجة الخمر فى ثلاجة البيت بجوار لبن صغارها لتشرب خلسة بعيداً عن حماتها وزوجها؟!! وهل جميع الأزواج والزوجات يعيشون حيوات سرية جنسية بشكل عادى؟! ثم حين ننتقد العمل وما يطرحه يبدأ مدعى الحرية المنفلتة بإرهاب كل من يعبِّر عن رأيه وتكون الحجة هنا موجودة فى المجتمع، ثم إن هذا فن وإبداع، ثم إنه لا قيم ثابتة.. وهذا هو مربط الفرس.. التناحر والصراع من أجل ترسيخ المثلية والخيانة الزوجية والعلاقات خارج إطار الزواج للصغار. دعوة للنقاش الرصين العلمى النفسى الاجتماعى حتى نعرف إلى أين نحن ذاهبون مع حروب الجيل الخامس.