صلة وثيقة بين عيد الشرطة وحزب الوفد لا يمكن نسيانها ولا يمكن للتاريخ أن يغفلها، فقد كانت معركة بطولية فدائية بقيادة شخصية وطنية خالصة، رسخت الصفات البطولية فى رجال الشرطة، وزرعت داخلهم قيم التضحية والفداء ومبادئ الوطنية، واستطاعت أن توحد الصفوف وتدعم جميع الجنود ليبذلوا كل ما فى وسعهم من أجل حماية أرض الوطن، ورفض تسليم محافظة الإسماعيلية للقوات الإنجليزية..هذه الشخصية اسمها فؤاد سراج الدين زعيم الوفد التاريخى.
تعود أحداث الواقعة إلى يوم ٢٥ يناير عام ١٩٥٢ حيث كان يتولى الزعيم الراحل محمد فؤاد باشا سراج الدين منصب وزير الداخلية آنذاك، والذى دعم موقف قوات الشرطة فى البقاء فى محافظة الإسماعيلية ومقاتلة الإنجليز حتى آخر طلقة وآخر جندى، وبدعم وتحميس القائد، صمد الجنود أمام المحتل البريطانى فى معركة ضارية فقد على إثرها ما يقرب من 80 شهيداً و120 مصابًا حتى نفدت ذخيرتهم وخرج جنود الشرطة المصرية ليشاهدوا جنود الاحتلال وهم يؤدون لهم التحية العسكرية.
إن تلك الذكرى الوطنية تدعونا إلى التوحد والاصطفاف على قلب رجل واحد من أجل دعم الدولة المصرية، واستلهام روح البطولة والشجاعة والفداء من زعيمنا الراحل فؤاد سراج الدين، الذى زرع فى الجنود القوة والبسالة التى واجهوا بها قوى الاحتلال التى تفوق قوتهم، وخاضوا المعركة وهم على دراية بضعف ذخيرتهم، ولكنهم قرروا أن يخوضوها بشرف وعزة وكرامة المصرى الذى لا يهاب الموت أمام التفريط من شبر من أرضه.
لم تقف بطولات الشرطة المصرية التى رسخها فؤاد باشا عند هذا الحد، وإنما ظلت تدافع وتقاتل من أجل رفعة الدولة المصرية، وحماية أراضيها ومؤسساتها وشعبها، ولا تزال تبذل البطولات وتضحى بأرواحها ورجالها من أجل حماية مصر من قوى الشر والإرهاب والعمليات الإجرامية، مستخدمة أحدث الوسائل التكنولوجيا لتواكب متطلبات العصر، وتتصدى لحروب الجيل الرابع، ومحاولات الفتن، وتقدم الشهداء والدماء الطاهرة.
قوات الشرطة المصرية جزء مهم من جسد الأمة المصرية، فهى ذراعها اليمنى التى تتكئ عليه لحمايتها ودرء الشر عنها، فعلينا جميعًا أن نحييهم فى عيدهم الوطنى ونرفع لهم القبعة على ما يقدمونه فى سبيل الوطن والشعب، فهم يحملون أرواحهم على أكتافهم فى أى وقت ومكان ليحموا الملايين فى بيوتهم، ويضمنوا لهم حياة آمنة سالمة، بلا خوف أو ذعر.. فكل عام ومصر كلها أرضًا وشعبًا آمنة مستقرة تنعم بالخير والرخاء، وكل أفراد الشرطة المصرية فى قوة وبسالة، وكل أفراد القوات المسلحة فى نصر وعزة.