رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتابتني حيرة شديدة قبل كتابة هذا المقال هل أكتب عن الفتاوى والتفسيرات الفاسدة  للدين وتجديد الخطاب الديني؟ وهو مطلب الرئيس السيسي, ولكن مصير إسلام البحيري تجسد أمامي! قررت الابتعاد عن «التابو» الديني تماما تجنبا للتكفير والسجن والإعدام المعنوي, وفكرت في كتابة مقال سياسي ولكني تخوفت أن يفسر بشكل خاطئ ويعد خيانة أو خروجا عن الاصطفاف, قررت الابتعاد عن الواقع والتحليق في الخيال فشرعت في كتابة قصة قصيرة, ولكنني تذكرت مصير الروائي أحمد ناجي, ثم كتبت السطور الأولي في مقال عن معبودة الجماهير كرة القدم, ولكني خشيت أن أنزلق في الحديث عن روابط الألتراس, ومذبحة استاد بورسعيد ومذبحة الدفاع الجوي ورأيت أن هذا سيدخلني في «التابو» السياسي مجددا!

وجدت في سد النهضة قضية وطن مهدد في وجوده وسيتفق الجميع عليها, ولكن بعد الخطاب الأخير للرئيس السيسي وما بدا من الاتجاه للتريث في الكتابة إلا بناء على معلومات محددة وجدت أنه ليس من الأمانة أن أكتب في موضوع  لست ملما بكل جوانبه, فقررت أن أكتب عن الاقتصاد, ولكن هذا الملف مرتبط بالقضاء علي الفساد وبفرض ضرائب تصاعدية وتحقيق تنمية شاملة, ونظام ضريبي منضبط لمكافحة التهرب الضريبي وتشغيل مصانع القطاع العام المتوقفة عن العمل,وتحقيق عدالة اجتماعية واستعادة الأموال المنهوبة فى الخارج منذ عام  67 وحتى الآن والتي تقدر بـ250 مليار دولار! ومرتبط برسم سياسات منحازة للطبقة الفقيرة والمتوسطة, ولكني توقفت .!فقد  يفهم من مقالي توجهات شيوعية, رغم أن الشيوعية انتهت من العالم كله!

وبعد تأملي في الحكم الصادر ضد الروائي الشاب أحمد ناجي, وتصريح محاميه محمود عثمان بأن وكيل النيابة (توعد بأن يحقق معه في تعاطي المخدرات بما أن بطل الرواية تعاطي المخدرات!) شرعت أن أكتب عن أحكام القضاء خاصة أن كل من سجن بسبب التجرؤ علي التابوهات الثلاث (الدين والسياسة والجنس) سجن بأحكام قضائية نهائية! ولكن نبهني صديق بأن التعليق علي أحكام القضاء بالذم أو المدح سيضعني تحت طائلة القانون وتحت أحكام نفس القضاء!  

وجدت الحل أخيرا, سوف أنتقد بقوة إسلام البحيري وفاطمة ناعوت وأحمد ناجي وأي مبدع يكسر «التابوهات» الثلاثة, التي سيصعب إصلاحها بعد كسرها ولا نعرف من سيتحمل تكلفة إصلاحها بعد الكسر, بل أنني أطالب بمراجعة كل الأعمال الأدبية منذ مطلع القرن ,وكتب التراث فهي لا تخلو من جرأة ومن كسر لهذه «التابوهات», راجعوا نجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس ويوسف إدريس وبهاء طاهر ولتعجلوا بمحاكمة كتابنا الأحياء فمنهم من كتب مشاهد عاطفية ساخنة ومنهم من صور مجتمع العوالم والساقطات وخدش الحياء العام والخاص! ومنهم من تجرأ فكتب أمورا فلسفية وجودية غامضة ويمكن أن تكون تجديفا وكفرا بالله, ومنهم من انتقد الحاكم والحكومة, لابد أن يقدم هؤلاء ليس فقط بسبب كسرهم لهذه «التابوهات», ولكن باعتبارهم الآباء الأوائل للتجرؤ علي المقدسات الثلاث! فقد تتلمذت علي أيديهم أجيال حاولت أن تحاكيهم وتزيد من التكسير, لابد من محاكمة هؤلاء جميعا ومصادرة أعمال الموتي منهم وسجن الأحياء منهم. وها أنا ذا أتبرأ من ناجي.. لا ناجي بعد اليوم!

خبير إعلامي

[email protected]