رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أيام ويبدأ عام جديد، ويبدأ معه موسم خبراء الأبراج والفلك والتنجيم فى احتلال الفقرات الرئيسية فى وسائل الإعلام، وكالعادة يبدأ هؤلاء بنثر ورق الطالع، مع بعثرة نظرات من الحذر، ونشر ابتسامات الترقب والخوف والتفاؤل، مع موسيقى تشويقية ليكتمل المشهد، وتبدأ سلسلة التوقعات المرئية لكشف كواليس العام الجديد، وقبل أن يبدأ هذا الاستعراض المحلى فى الظهور، نذهب إلى الفقرة العالمية التى بدأت مبكراً بنشر توقعات أشهر العرافين والمنجمين على الإطلاق نوستراداموس والعرافة العمياء بابا فانجا.

أهم توقعات نوستراداموس للعام ٢٠٢٢، أن كويكباً سيضرب الأرض، وكان قد كتب فى رباعياته عن أثر طويل من الشرر فى السماء مصنوع من نار، فسره البعض بأن ذلك لا يعنى فقط كويكباً قد يضرب الأرض، ولكنه سيتسبب أيضاً فى حدوث هزات فى المحيط، ما يؤدى إلى حدوث تسونامى وزلازل.. وتوقع أيضاً أن الجوع سيزداد فى العالم، وانفجار قنبلة نووية، ما سيؤدى إلى تغيرات مناخية وتغيرات فى موقع الأرض، وسيؤدى هذا أيضاً إلى حدوث فيضانات وزلازل وغير هذا من تنبؤات.

يبدو الأمر مرعباً للذين يصدقون هذه الخرافات.. ولكن المرعب حقاً هو الحقيقة وليست النصوص التى كتبها العراف نوستراداموس أوتنبؤات العرافة العمياء بابا فانجا.. والأكثر رعباً أولئك الذين يخططون ويبحثون عن أسانيد لجرائمهم، وكأنها أشياء قدرية لا دخل لهم فيها!!.. ونبدأ القصة من البداية

فى عام ١٥٥٥ تم نشر أول طبعة من كتاب النبوءات للفرنسى نوستراداموس، وهو عبارة عن مجموعة من ٩٤٢ بيتاً شعرياً على شكل رباعيات، يزعم أنها تتنبأ بالأحداث المستقبلية، يقول الدكتور عبدالوهاب المسيرى فى كتابه اليد الخفية: إن نوستراداموس إحدى أكثر شخصيات عصر النهضة إثارة وغموضاً، ولد لعائلة من أصل يهودى، حيث قام جده باعتناق المسيحية بعد أن خضعت مقاطعة بروفانس للحكم الفرنسى عام ١٤٨٢ وخير لويس السابع رعاياه من اليهود بين الطرد أو التنصر، واكتسب سمعة طيبة بعد نجاحه فى علاج الأمراض، خصوصاً الطاعون، ولكنه فشل فى علاج أولاده وزوجته عندما أصابهم الطاعون وتوفوا عام ١٥٣٨، ويقال إنه سافر إلى إيطاليا ثم عاد إلى فرنسا، حيث اتجه اهتمامه إلى السحر والتنجيم والقوى الخفية، إلى أن أصدر نبوءاته عام ١٥٥٥، وكتبت هذه التنبؤات بأسلوب ولغة فرنسية مبهمة وغامضة على شكل رباعيات فى مجموعات كل مجموعة مائة رباعية.

هذه المعلومات وأكثر موجودة ومنتشرة ومتوافرة، ولكن أثرنا أن نذكر ما جاء فى كتاب اليد الخفية للدكتور عبدالوهاب المسيرى للثقة الكبيرة فى هذا العالم والمؤرخ الكبير.

يزعم البعض أن كثيراً من هذه الرباعيات قد تحقق بالفعل، وأن العرافة بابا فانجا- رغم وفاتها عام ١٩٩٧- سجلت توقعاتها لعام ٢٠٣٠، وتنبأت كما يقولون بأحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ والتسونامى الذى ضرب المحيط الهندى ٢٠٠٤.. وأن فانجا قد تنبأت بتغير المناخ للعام ٢٠٢٢، وأن العالم قد يتعرض للكوارث الطبيعية، ما سيجعل حياة البشر مستحيلة بسبب الأعاصير والحرائق والفيضانات والزلازل، وأن العلماء سوف يكتشفون «فيروس» يهدد العالم، وأن هذا الفيروس سيكون محتبساً ومتجمداً، وسينتشر فى الأرض مشكلاً تهديداً خطيراً للبشرية.. ينقص فانجا فقط أو مفسرو نبوءاتها أن يذكروا اسم الفيروس ومتحوراته.. أليس هذا مضحكاً؟!

كل هذه الأحداث من صنيعة أولئك الذين يريدون تغييب العقل وانتشار الخوف حتى يتقبل الجميع ما يريدون، ويظل الجميع مستعبدين تحت سيطرة الخرافة والجهل والخوف.

وعلى سبيل المثال أذكر لكم عدداً من نصوص رباعيات نوستراداموس الغامضة:

من العامة المستعبدة، أغان وترانيم وطلبات

فيما يقبع الأمراء والملوك أسرى فى السجون

هؤلاء سيستقبلهم حمقى دون رؤوس فى المستقبل

على اعتبار أنهم مصلون مقدسون

وقد فسرها البعض بأنها تنبؤ بقيام الثورة الفرنسية ١٧٩٨.

ومنها أيضاً:

المريخ يهددنا بقوة الحرب

وسيتسبب فى إراقة الدماء سبعين مرة

سوف يمجد رجال الدين ويلعنون

من لدن أولئك الذين لا يرغبون فى تعلم شىء منهم

ومنها أيضاً:

- منجل يقترن ببركة فى برج القوس

وهو فى أوج صعوده

الطاعون، القحط، الموت من أيدى العسكر،

يدنو القرن من فترة تجدده

وقد فسر البعض هذه الرباعية بأن هناك حرباً محتملة عند نهاية القرن، حينما يقترن كوكب زحل وبرج الدلو ببرج القوس وهو فى حالة الصعود، عند نهاية القرن، ينبغى أن نتوقع حرباً ويرافقها المرض والمجاعة.. أليست الحروب وسفك الدماء موجودة منذ وجود البشر على الأرض؟!

ومنها أيضاً:

لن يرى قوس قزح أربعين سنة

وسيرى كل يوم أربعين سنة

ستزداد الأرض الجافة ظمأ

ثم ستحدث فيضانات عظيمة عندما يرى

تأمل هذه الرباعية وأخواتها جيداً، وستجد أنه يمكن تفسيرها على أى محمل وعلى هوى من يريد تحريك الأحداث كما يريد، لنقبلها ببساطة ودون تفكير، وكأنها أتت على لسان نبى مرسل، ويجب علينا السمع والطاعة دون مناقشة أو محاسبة المتسبب فى هذا الجوع أو المسئول عن هذه الجرائم.. إنه تغييب العقل للسيطرة ليس إلا.

هذا التغييب للعقل استغله هتلر على سبيل المثال عام ١٩٤٠، فكان الألمان يلقون من الطائرات أشكالاً من هذه الرباعيات تتنبأ بتحقيق النصر، وردت الاستخبارات البريطانية بتقليد وتأليف رباعيات نوستراداموسية ألقاها طياروها على فرنسا وبلجيكا.

المثير للاهتمام أن من أكبر المختصين فى تحليل نبوءات نوستراداموس، هو العراف الأمريكى جون هوج، الذى فسر العديد من الأبيات الشعرية التى وضعها نوستراداموس وتحققت جميع تفسيراته لهذه التنبؤات ويدعى أنه يركز على تفسير النبوءات القديمة إلى الحديثة فى العالم بعيون جديدة.. أليس ذلك يدعو للشك والقلق والخوف أيضاً.

الخوف يسيطر على العقل، والإيمان يتغلب على الخوف.. والتنجيم ضد العقل والإيمان.. إن كنت تبحث وتشغلك كثيراً الإجابة عن سؤال ماذا سيحدث غداً.. وما تخبئه الأيام ويحمله المستقبل؟ فإليك الإجابة الشافية دون انتظار أحد.. فى آية واحدة يقول الله تعالى فى سورة الأنعام: «وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما فى البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة فى ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا فى كتاب مبين»  صدق الله العظيم.

وكل عام وأنتم بخير

[email protected]