رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

على فكرة

فى يوم كهذا قبل ثلاثين عاما سقط الاتحاد السوفيتى. ففى 26 ديسمبر عام 1991 أعلن مجلس السوفيت الأعلى فى موسكو،استقلال الجمهوريات السوفيتية السابقة،وهو الإعلان الذى عجل بسقوط دول المعسكر الاشتراكى وانهيار حلف وارسو الأمنى الذى كان يضمها. وعقب فوز» بوريس يلتسين «كأول رئيس للمجلس الأعلى لجمهورية روسيا الاتحادية، سن دستورا يمنح لنفسه بموجبه سلطات أكبر من كل السلطات القائمة.

وكانت الصحافة الأميريكية التى هللت لرئاسته، بوصفه الهمام الذى سيكافح الاستبداد والفساد والبيروقراطية، هى نفسها التى كانت قد وصفته، عقب زيارته واشنطن عام 1989، لإصدار كتاب عن سيرته الذاتية، بالبهلوان والسكير وضحل الثقافة. وكان» يلتسين» قد أنهى ثمانى سنوات من حكمه 1991-1999، بعد أن حطم المؤسسات الروسية فى كافة المجالات،وأدى إلى التراجع العسكرى والتدهور الاقتصادى، بزعم التوجه نحو الخصخصة، والانخراط فى آليات السوق الحرة.وتصاعدت بلا ضوابط جرائم نهب المال العام، ومراكمة الثروات من انتشار الفساد وارتفاع معدلات البطالة و الجريمة ! 

وفى مثل هذه الذكرى يرصد كثيرون، الأسباب الداخلية والخارجية التى قادت إلى هذا الانهيار، دون التوقف كثيرا أمام عاملين حاسمين هما، الحصار الأمريكى والغربى الذى تم فرضه على الاتحاد السوفتيى، والمساعدات العسكرية والمالية والتعلمية الباهظة، التى منحها السوفيت لحركات التحرر الوطنى فى أسيا وأفريقيا والمنطقة العربية، فيما كان يعرف بدول العالم الثالث. 

ومن اللحظة الأولى لفوز « دونالد ريجان 1980-1988 « بالرئاسة، تضاعفت الضغوط الأمريكية الاقتصادية والعسكرية والسياسة على «الاتحاد السوفيتى «، ودفعت تلك السياسة الأخير،لإنفاق أموال طائلة فى سباق التسلح الذى فرضته الحرب الباردة عليه، وفى الصراع من أجل الريادة لاكتشاف الفضاء..يضاف إلى ذلك الدعم المالى والعسكرى والاقتصادى واللوجستى لكل دول المعسكر الاشتراكى، فضلا عن بلدان العالم الثالث وحركات التحرر الوطنى العربية والأفريقية والآسيوية ودول أمريكا الجنوبية، وبينها وفى القلب منها، فيتنيام وحركات المقاومة الفلسطينية المسلحة، وهو ماكبد الميزانية السوفيتية أعباء ثقيلة، باتت محلا لسخط المواطنين السوفيت،الذين لم يستطيعوا أن يستوعبوا تلك التضحيات التى يتحملونها، لصالح بعض أنظمة حكم،تلعن بلادهم بالليل والنهار، وتحشد الأموال،وتصطنع التنظيمات،وتنتهج السياسات التى تحارب أفكارها ! 

قبل نحو عشرين عاما، تم انعقاد قمة بيروت الشهيرة التى أقرت موافقة جماعية للمرة الأولى للدول العربية،على التطبيع مع إسرائيل، وإقامة علاقات دبلوماسية معها، فى مقابل انساحبها من كل الأراضى العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود ما قبل يونيو 1967، وغير ذلك مما انطوت عليه المبادرة العربية للسلام،ومع كل ذلك رفضتها إسرائيل.

على هامش تلك القمة،أدلى الملك «عبد الله» أحد حكماء العرب وعقلائها، وكان لا يزال أميرا، بتصريحات صحفية عن الأوضاع العربية قال فيها، أن الأطراف العربية هى أكبر الخاسرين من سقوط الاتحاد السوفيتى. وطبعا الأدلة على ما قاله العظيم الراحل أ،كثرمن أن تحصى. فمع سقوط الاتحاد السوفيتى، انتهى التوازن الذى كان يحدثه وجوده فى الساحة الدولية،لغيرصالح شعوب العام. وانفردت بالقرارا الدولى،دول الغرب الأمريكى والأوروبى، التى لا يغيب عنها أبدا تاريخها الاستعمارى، فافقدت ذلك القرار عدالته. 

ثلاثون عاما أضحت شاهدة على فشل ديمقراطية الغزووالاحتلال التى روجت لها واشنطن، وفشل النموذج الليبرالى القائم على زوال الدولة الوطنية، وعجزه عن الوفاء ببناء دولة الرفاه التى يرضى عنها مواطنوها.

وها هى تعيد إلى الساحة الدولية، أجواء الحرب الباردة من جديد، بنظام العقوبات ضد روسيا والصين، وهو تطور إذا لم ترفضه الدول العربية، فعلى الأقل لاتكون طرفا فى المشاركة فى تنفيذه.