رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قام الشعب بثورتين أطاح فيهما بالاستبداد بالسلطة والاستبداد باسم الإسلام، ولكل ثورة ثمنها ندفعه من مواردنا واستقرارنا ومستوى معيشتنا ليخلص لنا الوطن والمستقبل، وكلنا نعلم ما يحيق بالوطن من مؤامرات ومواقف معادية أو غير مرحبة بما حدث ويحدث فى مصر، مؤامرات من دول فى المنطقة مثل قطر وتركيا اللتين تؤويان العناصر الإجرامية وتشجيعهم انتظارا لفرصة لإسقاط مصر فى حجر الإخوان مجدداً تحت وهم أن الإخوان خسروا معركة ولم يخسروا الحرب، وكثير من دول أوروبا لا تعلم حقيقة الوضع فى مصر، وضلل التنظيم الدولى للإخوان الرأى العام فى أوروبا وصوروا لهم أن ما حدث انقلاب عسكرى ضد سلطة منتخبة متناسين أكبر ثوره شعبية فى التاريخ ضد حكم الإخوان، والإدارة الأمريكية طار صوابها لسقوط الإخوان والتى كانت تعول عليهم لتحقيق أغراضها فى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل ولإحكام سيطرتها على المنطقة.

والمنطقة العربية تمزقت كثير من دولها: ها هى سوريا فى حروب داخلية وتحول شعبها الكريم إلى لاجئين يركبون البحر هرباً من بلادهم التى اشتعلت حروباً وصراعات، واليمن انقسم شعبها ودخلوا فى حروب على السلطة والمذاهب، وليبيا انهارت وتتمزق وتتجمع فيها فصائل إرهابية من داعش حتى بواقى القاعدة ومازلنا نذرف الدمع والدم على شهدائنا الذين ذبحوا على شواطئها وتهديدات لحدودنا الغربية، والعراق منذ سنوات احتلته أمريكا ومزقته وتقطعه الطوائف وربما يتم تقسيمه رسمياً، وحتى السعودية جناحنا الثانى فى الأمة العربية بيننا بعض الاختلافات فى وجهات النظر حول الحل فى سوريا رغم اتفاقنا على الحل فى اليمن، وعمقنا الأفريقى معرض للمخاطر وحتى مياه النيل فيها صعوبات شديدة وأثيوبيا تقيم سد النهضة مما سيعرضنا لاحتمالات نقص مياه النيل مصدرنا الوحيد للحياة.

وتأبى الأوضاع الاقتصادية الدولية إلا الانضمام للصعوبات الخارجية التى نواجهها فقد انخفض سعر برميل البترول إلى أقل من 35 دولاراً للبرميل مما يحد من قدرة دول الخليج العربى على مساعدة مصر مالياً، وبالتالى ستنخفض تحويلات المصريين بالخارج لأنهم سوف يتأثرون بانخفاض إيرادات الدول التى يعملون بها من البترول، وتراجع التجارة العالمية أدى إلى انخفاض إيرادات قناة السويس من العملات الأجنبية على عكس المتوقع من قناة السويس الجديدة، وأدى حادث سقوط الطائرة الروسية إلى انهيار إيرادات السياحة التى كنا نعول عليها كثيراً.

وفى الداخل صعوبات جمة ولازالت عناصر إخوانية فى الحكومة تعوق العمل وتكيد لنا. والحكومة لا تعمل بشكل يحوز على رضا الشعب وبعض المسئولين لا يصدرون قرارات لازمة خوفاً من أن يلحقوا بمن سبقوهم فى المنصب خاصة أن بعض المسئولين خرجوا من مناصبهم للسجن مباشرة، والحكومة تخلو من سياسيين قادرين على إدارة الاختلاف وتفادى الأزمات، وأمناء الشرطة انفلت عيار بعضهم وأطلقوا لشرورهم العنان وظنوا أنهم غير محاسبين بما أجرموا ولابد من تفكيك دولتهم وردع المتجاوزين سواء من الشرطة أو من غيرهم، والإعلام وكثير من الفضائيات ليس وراءها سوى الصراخ والعويل والتركيز على كل ما هو سلبى فى وقت نحتاج فيه إلى إعلام واع مساند للدولة ومدعم للوطن بل وباحث عن الحلول التى تأخذ بيد الشعب والحكومة.

ورغم كل ذلك استكملنا بناء مؤسسات الدولة والبرلمان يعمل بشكل مقبول ونتوقع منه المزيد ,ونستطيع الإنجاز ونسعى لوضع البلاد على طريق التقدم والحداثة ونحقق إنجازات فى قناة السويس والطرق والنقل والتموين والبنوك والإسكان وكثير من المرافق, وهذه إنجازات يمكن إبرازها وتعزيزها والبناء عليها مع علمنا بأن هذا الوضع ليس الأفضل على الإطلاق، ويمكننا تقديم أكثر من ذلك لبلادنا مع علمنا بأنه لايمكن إعادة بناء الدولة فى يوم وليلة.

ليس هذا وقت الشكوى من كل شىء وإهالة التراب على كل إنجاز، هذا ليس الوقت الذى يسعى فيه البعض منا لتحقيق مكاسب شخصية أو فئوية أو سياسية بل هذا وقت العطاء والتضحية فى سبيل الوطن، ويجب أن أذكركم بما حدث عندما انهارت الدولة فى أعقاب ثورة 25 يناير، كنا نتناوب حراسة منازلنا ونخشى من إرسال أبنائنا إلى مدارسهم وندعو الله أن يعودوا سالمين وقلوبنا تنتفض خوفا عليهم، والآن نأخذ استقرار الدولة على أنه أمر مسلم به وأن مصر محفوظة ولا يمسها السوء، نعم ولكن مصر محفوظه بقدر ما نحافظ عليها ونبذل فى سبيلها ونتحمل بعض الصعوبات والمشكلات التى لا تقارن أبداً بما تمر به شعوب أخرى شقيقه، وليؤدى كل منا ماعليه بأمانة قبل أن يطالب بحقه ولكل إصلاح ثمنه ولابد من دفعه حتى تنصلح الأحوال، الأولوية الآن لتثبيت أركان الدولة ومساعدتها على النهوض بأعبائها تلك هى الوطنية الآن، إن للوطن حقاً وهذا وقت سداد الحقوق.