رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

هل يفسد الثراء الفاحش بعض من يملكونه ؟ الواقع يجيب بنعم،لاسيما لنماذج من راكموا ثرواتهم بطرق غير معلومة، بعضها لا يخلو من فساد. وبين هؤلاء نموذج الشباب الذين ينتمون إلى عائلات ثرية، ويتمتعون بكل رفاهيات الحياة، ويمتلكون أفخر ما بها من وسائل العيش، ويحصلون دون أدنى مجهود،على أحسن فرصها، ويقتنون أحدث ما فى العصر من أدوات، لكنهم يعيشون مع ذلك حياة لاهية غير مسئولة،وينزلقون إلى معاقرة الخمور وإدمان المخدرات،بما يقودهم حتما إلى مخالفة القوانين السائدة وارتكاب أفظع الجرائم وأكثرها سفاهة وابتذالا. فالثروة المفرطة،كالقوة المفرطة، والسلطة المفرطة، تغرى بالتمادى. 

ويكشف فيلم المخرج البريطانى «ريدلى سكوت « بيت جوتشى «، بعضا من ذلك حين يفضح كيف يؤدى الشره إلى الثروة،والطمع فى حيازتها بشتى السبل، والنفوذ الذى تمنحه لأصحابها،،إلى تشويه نفوس البشر وتدميرمشاعرهم،وموات وأرواحهم.ويحكى الفيلم المأخوذ عن عمل روائى،قصة حقيقية لجيلين من أجيال أسرة مالكى دار الأزياء الإيطالية الشهيرة «جوتشى « التى صارت امبراطورية كبرى، بعد أن امتد نشاطها من الملابس إلى الحقائب والأحذية والاكسسورات العالمية الفاخرة. 

 ويروى الفيلم حكاية باتريسيا الشابة الجميلة التى تنتمى إلى أسرة متوسطة تعمل فى مجال النقل والحاويات، وتلتقى فى حفلة بوريث شركات جوتشى «ماوريتسو جوتشى « المهتم بدراسة القانون، ولايبالى كثيرا بثرائه الأسرى،ويستخدم دراجة فى تنقلاته، ويسخر من حرص والده على اقتناء التحف الثمينة واللوحات الباهظة الثمن فى قصره. وبعد خطة تدبرها باتريسيا تتسم بالدهاء والاغراءات الإنثوية المثيرة، تجذب «ماوريستو «إليها وتوقعه فى غرامها،و تنجح فى الزواج منه،رغم معارضة والده ومقاطعته له، وتهديده بالحرمان من ميراثه. فالأب يرى أن الفتاة متسلقة وكاذبة،ولاتحب ابنه، فهى ابنة وسط متواضع،وتسعى فقط للصعود الاجتماعى بالانتقال منه، للارتباط بإمبراطورية «جوتشى « العريقة. 

لكن باتريسيا لا تستسلم لمقاطعة والد زوجها الأرمل،الذى يعيش على ذكريات عشقه لزوجته الراحلة،.ومن جديد ترسم خطة لاستمالته إليها،واجراء مصالحة بينه وبين ابنه. و تنجح الخطة،حين تذهب مع زوجها وطفلتهما الوليدة،لزيارته وهو يحتضر، وتخبره ردا على سؤاله، بأنها هى من اختارت إطلاق اسم زوجته الراحلة على حفيدته. وتنجح فى اتمام المصالحة. ويكتب الأب لابنه وصية تنقل إليه ملكية 50%من حصة بيت ازياء «جوتشى « الذى يمتلك عمه نصفه الثانى. لكنه لم يوقع على وثيقة نقل الملكية قبل وفاته، فتزور باتريسيا توقعيه على الوثيقة لتؤول الملكية إلى زوجها. 

وتتوالى افعال باتريسيا الفاسدة، فتحرض زوجها على عمه واسرته للاستيلاء على ملكية النصف الثانى من الدار، وينجح التحريض،لكنه يساهم كذلك فى أن يفقد الوريث حبه،لها بعدما سأم سلوكها الشرير، ويهيم بأخرى.وتستاجر الزوجة مجرمين محترفين لقتله. لكنها لاتنجو من المحاكمة والسجن لمدة 16 عاما بجانب من شارك معها فى الجريمة. 

ذلك هو عرض مختصر لقصة الفيلم الأمريكى، الذى تقع أحداثه فى إيطاليا فى سبعينيات القرن العشرين.ويعكس بالتصوير الخلاب والضوء والظلال وأداء مبهر لممثلين كبار أمثال «ليدى جاجا» و»آدم درايفر» و «آل باتشينو « وغيرهم،أزياء تلك الحقبة وموسيقاها وأغانيها. وتسريحات الشعر السائدة. لكنه بجانب ذلك،يقول ضمن ما يريد قوله، أن الشره للتملك والنهم لجمع الثروة والطمع فى مزيد منها، من المستحيل ان تكون طرقه مستقيمة. وهى إذ تمر بإهدار حقوق الغير، فهى تحطم أيضا انسانية من يسلكونها،وتفقدهم الاعتبارات الخلقية وتحولهم إلى وحوش نهمة للاستهلاك الترفى وتحقيق الربح. والسؤال الذى تخلفه مشاهدة الفيلم هو : وهل فعلت الرأسمالية المتوحشة فى شعوب العالم غيرذلك؟