رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسناً فعلت وزارة الداخلية، بالرد والكشف السريع عن حقيقة التسريب المزعوم الموجه ضد مؤسسات الدولة، وتزييف الوعى عبارة عن ترويج لمعلومات غير دقيقة بشكل مقصود والتشكيك فى كل الإجراءات التى تتخذها الدولة. هذا التسريب المفبرك وما تبعه من بيان رسمى لوزارة الداخلية حول التسريب والكشف عن تفاصيله وجميع عناصره يكشف عن دلالاتٍ عدة.

الدلالة الأولى: أن حرب تزييف الوعى بالشائعات، ومحاولات التشكيك لا تزال قائمة ومستمرة، خاصة فى ظل وجود وانتشار ذباب الجماعة المحظورة الإلكترونى والذين لا يزالون يتعاطفون معها؛ تلك الكتلة التى تحاول استغلال أنصاف المواقف صحيحة كانت أم خاطئة لتبث روح اليأس والإحباط والتشكيك فى كل ما هو قائم، ترى كل شيء بعين واحدة فقط ــ حتى لو كان إنجازاً واقعياً وملموساً بالفعل ـــ لأن العين الأخرى لا يرى بها سوى الفشل والإحباط واليأس والتشكيك دائما فى كل شيء بل ومحاولة تضليل الرأى العام وتزييف وعيه سواء عمداً أو جهلاً.

الدلالة الثانية: أن الأجهزة الأمنية على يقظة تامة بما يحيط بالوطن من أخطار وتربص، وأنها باتت قادرة؛ ليس فقط على الحماية والمواجهة. لكن أيضاً على الاستباق والوقاية من كل ما يهدد أمن الوطن والمواطن.

الدلالة الثالثة: أن حروب الشائعات والسعى لتزييف الوعى ليست وهماً كما يحاول البعض الترويج أو التقليل من أثر تلك الحروب؛ تعود مسألة تزييف الوعى بقوة، بعدما أضحى العالم «قرية إلكترونية»، وفق ما نظر له الفيلسوف وعالم الاجتماع الكندى مارشال ماكلوهان «Marshall McLuhan»، الذى أكد على أولوية الوسيط الاتصالى فى التأثير فى المجتمع، من خلال تكنولوجيا وسائل الاتصال الحديثة.

ومع تعاظم دور الاعلام البديل (مواقع التواصل الاجتماعي) يصبح الخطر واقعاً،ـ حيث أثبتت الدراسات العلمية الحديثة اعتماد الجمهور على هذه المواقع للحصول على المعلومات والاخبار فتشكل لدى فئات فى المجتمع رأيا عاما سلبيا تجاه العديد من المؤسسات والشخصيات العامة والقضايا العامة، مبنيا على معلومات وأخبار ملفقة وغير صحيحة. الدراسات الحديثة على مضمون مواقع التواصل الاجتماعى، أشارت إلى أن المضمون فى أغلبه غير صحيح ويعتمد على المعلومات المزيفة والشائعات الكاذبة. وأصبح الكل فى تواصل مستمر ودائم، بفضل مختلف وسائل التواصل الاجتماعى، بعيدا عن قيود الرقابة وآليات الضبط التقليدية.

هذا التطور المتلاحق فى وسائل التواصل الاجتماعى أعاد أشكالية ومسألة تزييف الوعى بقوة، وبشكل عكسى. فبحسب باولو فريرى «Paulo Freire» أضحى «تضليل عقول البشر من خلال هذه الوسائل أداة للقهر يتم استغلاله من قبل البعض فى تطويع الجماهير لأهدافها الخاصة».

الدلالة الرابعة: استمرار الدور والتأثير المتراجع للإعلام المرئى والمسموع، والذى من المفترض أن يكون رأس حربة الدولة فى معركة الوعي؛ غير أن تركيز وسائل الإعلام على القضايا السطحية دون القضايا الجماهيرية التى تهم المواطنين ويضيع وقت برامج الهواء فى موضوعات فرعية تعتمد على الإثارة بهدف جذب الإعلانات.

لذلك تستدعى مواجهة هذا التزييف التركيز على القضايا الثقافية فى إطارها الإقليمى والجغرافى والاعتماد على الجدية والمهنية فى التعامل مع هذه القضايا وأن تتم مناقشة القضايا بعمق وبمسئولية مهنية.

ويجب على وسائل الإعلام أن تكون متوازنة وتعمل بشفافية مطلقة من خلال إبراز الحقائق للرأى العام بمعلومات دقيقة دون تزييف، ومع الأسف الشديد فإن عديدت من برامج الفضائيات تبنى أجندتها على هذه المعلومات غير الدقيقة المستقاة من مواقع التوصل الإجتماعى، بما ينعكس على الرأى العام ويؤثر فيه سلبيا.

الدلالة الخامسة: أن مؤسسات بناء وعى الرأى العام والتنشئة والثقافة السياسية غائبة عن المشهد تماماً ولابد أن يكون هناك تفعيل فى دور الأحزاب السياسية، بيوت العبادة والمدارس والجامعات، باعتبارها أهم وسائل التوعية والتنشئة السياسية.

وانتهاءً؛ لن تبتلع جماعةً وطناً ولن يهزم تنظيم شعبًا ودولة.