رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

فى الجزء الأول من المقال، رأيت أنه قد يكون من المناسب أن نتعايش ونقترب من إبداعات « فنون الأيقونة القبطية « ـ والتى لها علاقة هائلة ووطيدة برحلة تاريخية للعقيدة الإيمانية المسيحية التى امتدت على مدى أكثر من ألفى عام ـ بمناسبة صوم الميلاد المجيد الذى وثقته الأيقونة بروعة..

 وكان الحديث عن « الأيقونة « وتعريفها وتاريخ إبداعها ودورها الروحى فى حياة المؤمن المسيحى، وذكرت بالمناسبة إسهامات الفنان المصرى العالمى الراحل « عادل نصيف « فهو صاحب الرؤية الخاصة البديعة لدور وأهمية فنون الأيقونة.. وقد كان مهمومًا بشكل دائم بالدراسة والاقتراب من التراث القبطى، ولكن برؤية تحترم وتحرص على فكرة ارتباط ما يبدع بالجذور الأصلية للفن القبطى القديم... وتعرضنا لبعض إسهاماته على جدران الكنائس عبر العالم..

ولعلنا فى هذا الجزء من المقال نقترب من قناعات فناننا الراحل ودوره فى مسيرة إبداع الأيقونة المصرية، والتى أرى إيجازها فى المحاور التالية :

        •      يرى « نصيف « أن فلسفة و سمات الفن القبطى تعنى فن البعد عن الواقع، لأنه كان يركز على التأمل فى الفن المصرى القديم، حيث يرسم الأشخاص بشكل فنى يخدم الفكر الدينى، لذلك هناك صله بينه وبين الفن المصرى القديم، كما أن الفنون فى الشرق تميل غالبًا إلى التبسيط والاختزال وإعادة صياغة الأشياء، بعكس الفنون الغربية المستوحاة من الفن اليونانى الرومانى الذى يميل إلى التجسيد، والفن يكون لتعليم العقيدة وترجمته للطقس واللاهوت وكل ما يتعلق بالديانة..

        •      ويؤكد فنان الأيقونة الراحل أن الفن القبطى هو الفن الوحيد الذى نشأ بعيدا عن السُلطة، أى أن كل الفنون ذات الطابع الروحى فى العالم نشأت مرتبطة بالسلطة، وذلك لأنه كان فن شعبى، يتميز بفقر الإمكانيات وغنى التعبير للحالة الروحية، بالإضافة إلى أنه غير موجه سياسيا إطلاقًا، إنما فقط موجه بالإحساس الروحى والفكر العقائدى، وهو فن المواطن القبطى وعلامة تميزه ويعبر عنه واستمراره حتمى وبدونه يفقد الأقباط هويتهم لدى العالم.

        •      وكان لدى « نصيف « قناعة أننا نحتاج احترام وتقدير للفن وأن يكون هناك معايير حقيقة واضحة للجميع والبحث عن كفاءات حقيقه قادرة على تقديم فن وإبداع حقيقى يحمل رساله لمصر والعالم، فالإسهاب فى المحلية من خلال فننا القبطى الأصيل يبعث رسائله للعالم ويحقق العالمية.

        •      وكان سفير الفن القبطى يأمل أن يدرك من بيدهم الأمر فى المؤسسة الدينية قيمه وخصوصية تراثنا القبطى فى العمارة والفن وأيضًا فى كل شيء وحتى ملابس الإكليروس يجب أن تكون لها خصوصية معبرة عنا.. فنحن من انتجنا نسيج القبطى المشهور عالميًا، فلماذا لا نستفيد بأديره الراهبات فى إعاده نسيج القباطى وعمل ملابس كهنوت فيها شخصيتها...

وللمقال تتمة فى «رؤية « قادمة بإذن الله..

[email protected]