رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

لم أندهش ممن حولوا ساحة الفيسبوك إلى مندبة،  يشبعون فيها رغباتهم الفظة والغليظة والمغرضة، فى لطم الخدود وشق الجيوب، للهجوم على اللاعب الدولى «محمد صلاح» لقوله فى حديثه المهم مع الإعلامى عمرو أديب، إنه لا يشرب الخمر لأنه لا يحبها. لم اندهش، لأن نفس الساحة شهدت قبل أيام حفلات الزار التى أقامها هؤلاء فى محبة اللاعب «محمد أبو تريكة» الهارب والصادر بحقه أحكام قضائية بدعم وتمويل إرهاب جماعة الإخوان.

من العجيب أن حملة الهجوم على مو صلاح، كما يحب مشجعوه تدليله، لم تتوقف أمام شىء سوى أنه لم يذق الخمر لأنه لا يحبها،  للتفتيش فى ضمير اللاعب، والتشكيك فى عقيدته، مع أن الحديث الذى امتد لنحو ساعة والنصف، انطوى على أشياء كثيرة تستحق التوقف والإنصات والتعلم، وتلك قيم لا يفهمها هؤلاء، ممن ينُصبون أنفسهم أوصياء على خلق الله، ولا يعرفون من الإسلام سوى الدعوة للتدين الشكلى الذى يكتفى بإطلاق اللحى وارتداء الجلاليب والنقاب الأسود والقباقيب الرنانة واطلاق أحكام قيمية فضفاضة، وابتداع كلمات وجمل لم تكن معهودة، فى الحديث اليومى للمصريين من قبل، مثل أن تسأل شخصا ما اسمك، فيقول لك «إن شاء الله محمود» أو ترفض مد يدك للسلام على النساء، أو تبدأ كل جملة استحسان أو استقباح  بكلمة «ما شاء الله» و«أعوذ بالله» أو ترفض الاحتفال بمولد الرسول الكريم وعيد شم النسيم وتكفر من يقومون بذلك. ويريدون لنا أن نصدق أن هذه الدروشة  الحافلة بالشعوذة، التى تمعن فى الشكليات وتتمسح بالإسلام هى التدين الصحيح!

كشف الحوار الذى يعد انجازا  إعلاميا لقناة أم بى سى، عن جوانب آسرة من شخصية «مو  صلاح» فى القلب منها تواضعه الجم وذكاؤه الفطرى، برغم ما حققه من نجاح غير مسبوق فى الملاعب الدولية للاعب من  مصر والقارة الأفريقية، بالإضافة إلى أنه واسع الأفق حلو اللفظ، والجملة التى يخرجها بعفوية تحفل بالرصانة  والصدق، وهو شخص مسكون بالأسئلة وشغوف بالمعرفة، ويقول فى ذلك: لا اكف عن طرح الأسئلة، وبسأل كثير لأعرف. أدرك منذ بدايته أن السؤال هو المدخل الحقيقى لجنى المعرفة وتحصيلها، فضلا عن خلقه الرفيع الذى رفض أن تستدرجه أسئلة ماكرة، للإفصاح عن مشاعر غضب أو رفض للاعبين الدوليين الذين ينافسونه فى الملاعب أو خارجها، بل اجاب بلطف من يحترم زملاء مهنته، بما يعكس نفسية صافية خالية من العقد، وشخصية مهنية محترفة، تدرك ما تريد ان تفعله، وتسعى إليه بحب وجهد ومثابرة وشقاء من يقضى طوال يومه فى التدريب، لكى يحافظ على مكانته، ولأجل الوصول إلى الانجازات التى يرنو إليها.

أكد الحوار ما عرفه المصريون عن شخصية «موصلاح»، فقد غادر إلى العالم الخارجى من قريته نجريج فى الغربية، وتزوج زميلته فى المدرسة التى أحبها، وهو لم يكد يكمل عامه الواحد والعشرين،  لكن قلبه وروحه كانا هنا فى مصر، الذى لا يتحدث أبدا عن أعماله التطوعية والخيرية التى يقدمها لأبنائها، لكنه أعلن أنه وقت الاعتزال عائد إليها للاستثمار بها.

أثبت الحوار أن «مو صلاح» سلة من القيم الفاضلة، التى تلهم شبابا كثيرين وتعلمهم بحق أن لكل مجتهد نصيبا، وأن لا شىء يأتى من اللاشىء، وأن الحياة تمنح الفرص لمن يسعى بدأب واجتهاد ومعاناة لاقتناصها، فهو إنسان لم يركن إلى الحظ الذى لعب دورا طفيفا فى رحلته للعالمية، لكنه حوله من  فرصة إلى اختيار، واختزال محمد صلاح فى جملة عابرة ، كما تسعى ميليشيات جماعة الإخون الإليكترونية، هو وسيلة معروفة من وسائل الإرهاب والتوريع، لن تنطلى على أحد.