عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

بعد سويعات قليلة من انتهاء أمسية الدكتور وجدى زين الدين، التى اقيمت فى ملتقى الشربينى الثقافى.. تلقيت دعوة كريمة من الشاعرة حنان شاهين، لحضور صالون القرضا الثقافى. و«القرضا» هى قرية صغيرة تقع فى محافظة كفر الشيخ.. وتبعد بنحو ساعتين والنصف تقريبا عن مدينة شبين القناطر (مقر ملتقى الشربينى) لم أتردد فى قطع هذه المسافة الطويلة، فحتما هناك نفحات اخرى ولمسات مختلفة.. وبيئة جديدة بأناسها ومبدعيها.

تذكرت رئيس تحرير جريدة الدستور الزميل وائل لطفى.. كنا تحدثنا عن أننى وانا فى هذا العمر لا أتوانى عن الذهاب إلى بورسعيد لأنصت إلى الشاعرة (العراقية المقيمة فى بورسعيد) د.نداء عادل، وهى تلقى أشعارها.. ثم اذهب إلى الاسكندرية دون سابق انذار أو إعلان اذا كانت الشاعرة أمينة عبدالله ستتلقى تكريمًا أو تلقى شعرًا فى قصرى ثقافة الشاطبى أو مصطفى كامل! وأعود فى اليوم التالى إلى بيت الست وسيلة، حيث نمط آخر من الشعراء، بمعية أحمد حجازى (شفاه الله) وحسن طلب.. زبرجدة - أو بنفسجة- الشعر المصرى الحديث.. وحيث مجموعة السماح عبدالله.. أمينة وآمال ناجى وهالة الفحام وسعيد شحاتة ومصطفى زيكو ونور نادر الخ! فى تفسيره لحالتى تلك قال وائل لطفى: «هذا هو الشغف، يذهب بك إلى هذا المدى فى اكتشاف هذه العوالم».

نعم يحملنى الشغف إلى عالم الإبداع. ومثلما أعتز بما أحاول تقديمه فى الملتقى الذى أقيمه، أغتبط جدا إذا وجدت فى القرضا - وهو صالون للشعر فقط - شعراء فطاحل كأحمد عنتر مصطفى وايهاب البشبيشى وحنان شاهين ومصباح المهدى ومحمد عبدالوهاب السعيد.

كان المهدى والسعيد ضيفين على ملتقى الشربينى قبل أسابيع، بتنسيق مع نيفين الطويل.. الشاعرة ذات النَفَس المختلف والذائقة البكر، ولكن عندما رآنى الشاعر محمد عبدالوهاب فاجأنى بقوله: فارق معايا جدًا أن تكون هنا اليوم فى صالون القرضا، لم يتوقع حضورى كونى مؤسس صالون فربما أشعر بحرج أو أتعالى (لا سمح الله) على حضور صالون آخر، فأجلس مع رواده ولا أديره.. يقينا بادلنى الرجل المحبة والتقدير اللذين لمسهما منى وأنا أنصت لإبداعه، عندما ألقى قصائده من منصتى. لا اعرف.. ما أعرفه أن لحظات حميمة جدًا شهدتها بين الرواد فى صالون القرضا العائد إلى روحه - بحسب مشاعر حنان شاهين - ليس العناق والتقبيل والذكريات فقط، وإنما سرت بداخلى أحاسيسهم بروح الأسرة الواحدة التى تجمعهم بسلاسة شديدة.. ليسوا أخوة، ولكنهم يتنافسون فى القريض، ومع هذا فهم شرفاء مع بعضهم البعض. خلتهم (منفسنين)على بعض، وكنت مخطئًا.. كانوا «بيخدموا» على بعض. يلقى شاعر على المنصة أشعاره، فيجد بالقاعة من يحفظها له عن ظهر قلب، ويسبقه بتلاوة أبياته قبل أن يقرأها! محبة غامرة.. وحميمية.. وشباب جاء من البحيرة ليلقى أشعاره فى حضرة الكبار، من دون ان ينعى هم السفر، لأنه سيبيت فى فيلا أحمد ماضى.

من هو أحمد ماضى؟ ما هذه الحالة المستمرة من ٢٠ سنة محتفية بالشعر ومستقطبة شعراء مصريين وعربًا؟ أصدقاء عمره ألّفوا عنه قصائد، وتحمدوا له بالشفاء وعودة الصالون بعد توقف طال. ما هذه الحالة الجميلة؟.. وفى محبة الشعر والأدب والثقافة فليتنافس المتنافسون.