رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

 

عرفت الشاعر محمد الفيتورى مستشارًا ثقافيًا فى سفارة ليبيا بالقاهرة ولكنى عرفته على الورق منذ أيام الدراسة حيث كنا ندرس قصائده وقد عرف فى الأوساط الأدبية بأنه شاعر أفريقيا.. كانت أشعاره تدعو للثورة ومحاربة الاحتلال بكل أشكاله.. تعلمنا منه الصمود من خلال شعار«أفريقيا لشعبها وخيراتها لن تكون للأغراب» وهو الشعار الذى أعلنه فى مسرحية «ثورة عمر المختار» عام ١٩٧٣. وكان الشاعر السنغالى ليبولد سيدار سينجور الفائز بنوبل للآداب عام ١٩٦٨ يقول للفيتورى انت أنجزت فى دواوينك ومسرحك ما لم يستطع ان يقدمه كثير من السياسيين الأفارقة.. وكان سينجور رئيسًا للسنغال.

أرأيتم كيف حاول أن يجلد نفسه مثلما كان يروض المحتل. لأن الصراع الكونى قد تسلم القارة السوداء وهى فى قمة نضجها الحضارى. حقا انه يطلق العنان للشعب حتى يمكنه ان يمزق الروح الاستعمارية من خلال كفاح السلاح إلى جانب سلاح الإبداع الأدبى والفنى ولهذا كان اصراره على كتابة المسرح الشعرى. كتب الفيتورى أولى مسرحياته عام ١٩٧٠ بعنوان «سولارا» ثم أعقبها مسرحيتا «يوسف بن تاشفين» و«الشاعر واللعبة» وكلتاهما كتبها عام ١٩٩٧ ولكن الفيتورى كان مخلصًا للنبض الثورى وكان يعتبر ان القصيدة هى العمل الراديكالى المخلص هو الأسرع ولهذا كانت أغلب دواوينه الأخيرة عبارة عن مقطوعات شعرية قصيرة مثل «ثورة عمر المختار»، و«ابتسمى حتى يمر الخيل»، و«أغصان الليل عليك»، و«نار فى رماد الأشياء»، و«عريانا يرقص فى الشمس».

كان الفيتورى مؤمنا ان مفهوم الخطاب الاصلاحى للمجتمع الافريقى يقع فى فضاء الفكر الاشتراكى أولا وقبل التفكير فى النهوض بثروات الأرض الطيبة الغنية، وبكلام آخر فإن الوعى الافريقى الذى يرفع لواء الوجود والتشبث بالتاريخ والآثار فى مواجهة الإرهاب الفكرى والثقافى الذى يحاول التوغل إلى أعماق الاجيال وتغيير الموروث الإنسانى والشعبى الذى من خلاله يمكن التأثير على مقدرات الشعوب.. ولهذا كله حرص الفيتورى على الاهتمام بالموروث الشعبى فى قصائده ومسرحه رافضا المنهج الجدلى فى مواجهة الواقع المعاش ومتشبثا بحبل المقاومة ونافيا صراع الاضداد أى تعدد آراء الشعب فقد كان توجهه فى أدبه شعرًا ومسرحًا ان ننسى خلافاتنا ضد العدو المشترك.. اليوم ونحن نحتفل بمرور ٨٥ عاما على ميلاد الفيتورى وستة أعوام على رحيله أتمنى من مخرجى المسرح المصرى تقديم اعماله ليتعرف المثقفون عليه وعلى نضاله وتاريخه.