رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عزيزى القارئ إن تاريخنا الفنى ملىء بالقصص والذكريات الجميلة والأشخاص المهمة التى لعبت دورًا مهمًا فى إثراء الثقافة المصرية والسينما المصرية والفن المصرى، ولن أنسى ما حكاه لى والدى المنتج والسيناريست الكبير ممدوح الليثى أنه فى أواخر عام 1969 وأوائل عام 1970 كان المخرج الكبير كمال الشيخ قد انتهى من إخراج فيلم ميرامار الذى كتب له والدى السيناريو والحوار عن قصة أستاذنا الكبير نجيب محفوظ.. حملوا نسخة الفيلم، المنتج جمال الليثى والمخرج كمال الشيخ ووالدى إلى مبنى الرقابة على المصنفات الفنية بشارع سليمان باشا، واستقبلتهم هناك السيدة العظيمة اعتدال ممتاز وأوفدت اثنتين من الرقيبات لمشاهدة الفيلم، وبعد مرور عشر دقائق من المشاهدة، نطق الفنان الكبير يوسف وهبى الذى كان يقوم بدور الإقطاعى طلبة بيه مرزوق فى الفيلم بعبارة «طظ فى الاتحاد الاشتراكى»، وشهقت الرقيبتان وانتفضتا من مكانهما وأضاءتا صالة العرض وأوقفتا عرض الفيلم وأسرعتا جرياً لرئيستهما تبلغانها بالكارثة وتبادلت الثلاث النظرات المشفقة على مصير الفيلم، بعدها بدقائق نزلت السيدة اعتدال ممتاز من مكتبها وتبعها كل الرقيبات والرقباء العاملين بالرقابة الذين صاروا يتسللون تباعاً وعلى وجوههم دهشة ووجوم مما سمعوه من الرقيبتين.. أطفأت الأباجورا وقالت لهم السيدة اعتدال ممتاز: عفواً سأشاهد الفيلم بنفسى وعادت أجهزة العرض تدير نسخة الفيلم من بدايته ولا تمر خمس دقائق إلا وتضىء السيدة اعتدال ممتاز لمبة الأباجورة التى أمامها لتسجل ملاحظة وظلت هكذا تضىء وتطفئ الأباجورة وأصبح المعدل كل دقيقتين، ثم نظرت إليهم وقالت الملاحظات كتير ولا داعى لإضاءة اللمبة، بعد ذلك لنتركها مطفأة ولنستمتع بالفيلم، وجلست مع جهاز الرقابة يشاهدون الفيلم ويضحكون على قفشات يوسف وهبى وهم يتلفتون حولهم مخافة أن يطبّ عليهم وكيل الوزارة أو وزير الثقافة وفى نفس الوقت شاع خبر «طظ فى الاتحاد الاشتراكى» داخل مبنى مصلحة الاستعلامات الذى يعلو الرقابة، فهبط إلى الصالة عشرات الموظفين والسكرتارية يتلصصون على مشاهدة الفيلم وهم غير مصدقين. فى نهاية العرض أعلنت السيدة اعتدال ممتاز قرارها وهو رفض الفيلم بالكامل. لجأوا إلى الاستاذ حسن عبدالمنعم، وكيل أول الوزارة وللوزير، وكان الرد الوحيد هو هذا الفيلم لا يستطيع أحد التصريح بعرضه غير الرئيس جمال عبدالناصر. واتصلوا بالأستاذ محمود الجيار، سكرتير خاص الرئيس عبدالناصر وبالاستاذ سامى شرف سكرتيره للمعلومات وطلبوا منهما إرسال نسخة الفيلم لمنزل الرئيس عبدالناصر بمنشية البكرى، أرسلوا النسخة وفى كل يوم يتصلون بمحمود الجيار وسامى شرف إيه الأخبار؟ الرئيس شاهد فصلاً من الفيلم ثم ترك القاعة لشعوره بآلام النقرس. إيه الأخبار؟ الرئيس لم يشاهد شيئاً اليوم. إيه الأخبار؟ الرئيس شاهد فصلاً ونصف فصل من الفيلم. إيه الأخبار؟ ما هو رد فعل الرئيس؟ لا نعرف شيئاً.. إيه الأخبار؟

الرئيس شاهد أمس الفيلم بأكمله. هل ضحك؟ لا نعرف. هل أعجبه الفيلم؟ لا نعرف. هل غضب من مشاهد نقد الاتحاد الاشتراكى؟ لا نعرف.. إيه الأخبار؟ الرئيس سيفد السيد أنور السادات لمشاهدة الفيلم ووضعوا أيديهم على قلوبهم، لا بد أن هناك توجيهات ما أصدرها عبدالناصر للسادات بعد مشاهدته للفيلم.. ما هى؟ لا يعرفون، لم يكن قد بقى مع عبدالناصر من رفاق مجلس قيادة الثورة غير اثنين هما السيد أنور السادات والسيد حسين الشافعى، ولم يكن عبدالناصر قد اختار أنور السادات نائباً له فى ذلك الوقت وقرروا أن يكونوا جميعاً فى استقبال السيد أنور السادات أمام مبنى الرقابة بشارع سليمان باشا، وذهب والدى للأستاذ نجيب محفوظ بمقهى سفنكس بنفس الشارع، وطلب منه الحضور معهم بصفته مؤلف القصة ولكنه اعتذر، وقال له: «مليش فى الحاجات دى إنسانى».

.. وللحديث بقية.