رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بدون رتوش

فرضت إيران نفسها كدولة مركزية فى المنطقة، وانبرت تدافع عن نفسها ضد الحصار الضارى الذى يطوقها من خلال العقوبات التى فرضتها عليها أمريكا ظلماً وعدواناً. وخلال مشاركتها فى الجولة السابعة من المفاوضات التى جرت فى فيينا فى 29 نوفمبر الماضى حول إمكانية عودة أمريكا إلى الاتفاق النووى الذى أبرم فى يوليو 2015 والذى كان ترامب قد انسحب منه فى مايو 2018، ومضى يمارس الضغط على إيران إمعاناً فى دفعها للتوقيع على اتفاق جديد يتضمن بالإضافة للنووى برنامج صواريخها الباليستية وسياساتها فى المنطقة، إلا أن إيران لم تذعن للضغوط، وكان من الطبيعى أن تمضى قدماً فى التخلى التدريجى عن التزاماتها حيال الاتفاق النووى، ومن ثم نجحت فى زيادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%، بالإضافة إلى احتفاظها بكميات كبيرة من اليورانيوم المخصب، بما يعنى أنها باتت قادرة خلال فترة محدودة لأن تصل إلى إنتاج كميات كافية من اليورانيوم المخصب لمستوى 90 % لتكون بذلك قريبة من صنع القنبلة النووية.

أصرت إيران فى مفاوضات فيينا على وضع حد لهذا الحصار القاتل وغير القانونى، وشددت على رفع العقوبات المفروضة عليها. وحتماً كان لا بد أن يكون الأساس فى المفاوضات الغاء العقوبات التى فرضها ترامب على إيران بعد أن انتهك القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة بانسحابه أحادياً من الاتفاقية النووية التى تعتبر اتفاقية دولية، وهو ما يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين. الغريب أن يتراجع بايدن عما سبق ووعد به من العودة إلى الاتفاق النووى الذى أبرم فى 2015، ويتبنى نهج ترامب لتظل سياسة أمريكا مرتكزة على شيطنة إيران وتصويرها كفزاعة للمنطقة تماهياً مع إسرائيل فى المقام الأول، لتستمر العقوبات مفروضة على إيران، وبالتالى يتم حرمانها من الحقوق والامتيازات التى اشتمل عليها الاتفاق النووى المبرم فى 2015، وقرار مجلس الأمن رقم 2231. أكثر من هذا شرعت الدول الأوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا فى التماهى مع أمريكا الأمر الذى أدى إلى أن يفقد الاتفاق النووى فاعليته.

اليوم تتمسك إيران برفع العقوبات التى فرضت عليها، وتطالب بضمانات تنص على عدم العودة إلى فرض أية عقوبات عليها، وعلى عدم تكرار أمريكا الانسحاب من الاتفاق النووى، وترفض تجاوز الاتفاق الأصلى الموقع فى 2015، ولا تقبل بوقف إنتاج اليورانيوم خلال فترة المفاوضات، بالإضافة إلى رفضها ادماج إنتاجها من الصواريخ الباليستية، وسياساتها فى المنطقة على جدول أعمال المفاوضات. تتشبث إيران بمواقفها إذ لا بد من رفع العقوبات التى لطالما تحملتها على مدى عقود. تقف يثبات ولا تعير اهتماماً لتهديدات إسرائيلية أمريكية بإمكان القيام بعمل عسكرى ضدها، إذ إن تكلفة حرب كهذه ستنجم عنها نتائج كارثية مدمرة للجميع، فلن يكون هناك أحد بمنأى عنها. ويبقى الرهان اليوم على أمريكا للتحرك العاجل لرفع العقوبات كى تعود إيران إلى الالتزام بالبرنامج النووى السلمى وإلا سيكون المجال مفتوحاً أمامها لتصبح قوة نووية وعندئذ سيتعين على الجميع القبول بها.