رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

قد يشير وصف «المُمتَحنْ» إلى أن موضوع المقال يتعلق بتعبير «روحى»، لوصف من يتعرض منا إلى بلاء أو تجربة يرى فيها المؤمن أنها اختبار إلهى ينبغى خوضها لبيان حالة الثبات والإيمان، ولكن الكلام هنا عن الطالب «ابراهيم» وحدودته مع امتحانات الثانوية العامة والتى تناولها محرر جريدة «الجمهور المصرى» فى عددها الصادر بتاريخ 9 يونيه 1952 تحت عنوان «الطالب الذى فضل الموت على أسئلة التاريخ.. الجيل الذى تدفعه وزارة المعارف إلى الموت.. !».

أما متن الخبر أو الحدوتة، فيذكر المحرر أنها قصة كانت «الجمهور المصرى» تتوقع حدوث مثلها، فهى نتيجة طبيعية لفساد نظم التعليم فى مصر.. وهى نتيجة طبيعية أيضًا للفوضى التى لا حد لها على الإطلاق.. وعندما اطلعت «الجمهور المصرى» على تفاصيل هذه القصة لم تدهش لها، إذ كنا أول من أطلق صفارة الإنذار فى وجه المسئولين بوزارة المعارف.. كنا أول من نادى بوجوب تغيير هذه النظم البالية التى تجر فى ركابها الفشل الذريع وتهدد جيلاً بأكمله من أبناء مصر بظلام المستقبل.. هذه النظم التى رسمها لنا الاستعمارى الكبير «دانلوب» منذ عهد الاحتلال الأكبر حتى الآن!

وتواصل الجريدة فى السطور القادمة «نقدم للرأى العام المصرى الكارثة التى وقعت حوادثها فى لجنة مدرسة الدقى الابتدائية فى امتحان شهادة القسم الخاص.. فلعل فى ذلك عبرة للمسئولين عن جيل مصر الحديث.. ذلك الجيل الحائر الذى لا يدرى من أمر مستقبله شيئًا»!

وتبدأ القصة عندما خرج الطالب إبراهيم سلطان وهبى من منزله فى طريقه إلى لجنة الامتحان بالدقى.. كان يجر أقدامه جرًا للوصول إلى قاعة الامتحان.. لقد قضى شهرين ساهرًا بين كتبه منزويًا فى غرفته الصغيرة لا يرفع رأسه عن الصفحات المتكاثرة تحت بصره إلا ليأخذ رشفة من قدح الشاى الثقيل الذى كان يعينه على مواصلة الليل بالنهار.. كان على إبراهيم أن يقرأ عشرة كتب كبيرة وأن يراجع ملخصات لا تقل عن هذا العدد.. ثم كان عليه بعد ذلك أن يفهم هذا كله وأن يجيب عن الأسئلة التى يضعها الممتحنون « الرحماء» على صورة « فوازير» وضعها آلهة العلم فى وزارة المعارف على سبيل تعجيز الطلبة الذين لم يدخلوا مدارسهم هذا العام سوى ساعات معدودات ولم يتلقوا من المناهج سوى سطور، لا أهمية لها على الإطلاق!

وحتى لا أطيل فى عرض ذلك الخبر، فالجريدة أعلنت خبر انتحار الطالب لإحساسه بالفشل.. وهنا أذكر قارئ جريدتنا الغراء بالتالى:

•    الخبر والحدث موثق بجريدة «الجمهور المصرى» منذ مايقرب من 70 سنة..

•    الحدث كان قبل ثورة 23 يوليو بشهر، وهى الثورة المتهمة بغباوة قلب وعقل بإفساد التعليم.

ومع ذلك، وبعد كل تلك الحقب من مرارات المعاناة من مشاكل التعليم، وعندما تتقدم الدولة - ونحن على عتبات الجمهورية الجديدة ــ بمحاولته العلمية والمعاصرة لتغيير وتطوير تلك الآليات الفاشلة فى نظم التعليم يواجه الوزير بالرفض!!

[email protected]