ضربة البداية
كشفت الأسابيع الأولى من عمر الدورى الممتاز لكرة القدم أن الحكام بكل صراحة وبمنتهى الوضوح (بعافية حبتين).. وإن معظمهم ودون تحديد أسماء بعينها ارتكب ما يطلق عليه vital mistake (الأخطاء الجسيمة).. وهى التى تؤثر تأثيرًا مباشرًا فى تغيير نتيجة المباراة.. منها على سبيل المثال احتساب هدف غير سليم.. أو إلغاء هدف صحيح بقرار خاطئ.. أو احتساب ضربة جزاء وهمية.. أو عدم إحتساب ضربة جزاء صحيحة.. أو طرد لاعب لا يستحق ذلك.. أو التغاضى عن طرد لاعب يستحق هذه العقوبة.. كل هذه الحالات حدثت كثيرًا فى عدد كبير مباريات الجولات الأولى.. والغريب أن تقنية الـ(VAR) أصبحت تتسبب فى مشكلات وغير إيجابية وقراراتها (متضاربة) مع قرارات الحكام فى الكثير من الأحوال.. وهو أمر يحتاج إلى مزيد من الدقة فى اختيار الحكام طبقًا للكفاءة وأهمية كل مباراة..
والجديد هذا الموسم التقنية العجيبة التى أدخلها الحكام المصريون دون غيرهم من حكام كوكب الأرض وهى (الاحتواء).. التى يبدو أن الكثير من حكامنا يطبقونها وهى احتواء الفريق المهزوم.. ولم نلتفت إليها إلا عندما اعترف بها الحكم الدولى محمد عادل الذى أدار لقاء القمة ١٢٣ الذى أنتهى بفوز الأهلى ٥ / ٣.. صرح الحكم أنه لجأ إلى الاحتواء مع لاعبى الزمالك بعد ما اتسع الفارق لصالح الأهلى إلى ٣ أهداف.. ووضح من مستوى أداء الفريقين أن الأهلى فى طريقه إلى زيادة (غلة) الأهداف.. وساعدت تقنية الاحتواء على تضييق الفارق والخروج بالمباراة إلى بر الأمان.. وتأكدنا أن تطبيق الاحتواء لا يقتصر على محمد عادل إنما تؤكد العديد من المواقف والقرارات فى مباريات كثيرة أن حكامًا كثيرين يطبقونها وقراراتهم أثرت على نتائج المباريات بالفعل.. والغريب جدًا محاولات رئيس لجنة الحكام عصام عبدالفتاح تبرير هذه التقنية التى تتنافى مع العدالة.. حيث يشير إلى أن الحكم من الممكن أن يحتسب خطأ فى المباراة على فريق هو فى الأساس ليس خطأ بهدف الحفاظ على المباراة وخوفًا من أن يفشل فى السيطرة عليها.. ويعتبر ذلك هو (فن) إدارة المباريات وأنه معمول به فى كل دول العالم!!.. والأغرب أيضاً ما قاله عبدالفتاح إنه عاقب الحكم محمد عادل بسبب تصريحاته عن الاحتواء.. وليس بسبب إدارته للمباراة بطريقة الاحتواء.. وهذه التصريحات العجيبة والظلم التحكيمى الواضح يحتاج إلى (وقفة) حتى لا تفلت الأمور وتقع الكارثة التى أصبحت قاب قوسين أو أدنى.. وعلى عصام عبدالفتاح أن يعيد حساباته ويصحح المسار.. ويؤكد على حكامه ضرورة تطبيق مبدأ العدالة بعيدًا عن الاحتواء!