عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

 

أعتقد أنها سنة حميدة يجب تعزيزها والاقتداء بها من قبل الآخرين.. أتحدث عن تدشين سفارة سلطنة عمان الأسبوع الماضى لصالون ثقافى جديد هو صالون أسد البحار العمانى أحمد بن ماجد والذى يعتبر نسخة ثانية بعد آخر كانت تنظمه السفارة أيضا وهو صالون الفراهيدى.

على المستوى الشخصى كان الصالون بالنسبة لى بمثابة إطلالة من قريب على تفاصيل دقيقة تتعلق بتاريخ دولة عربية عريقة تشير إلى ريادتها فى العديد من المجالات الموغلة فى عمق الزمن، الأمر الذى عرضت له بالتفاصيل الأوراق التى تم تقديمها خلال الصالون من الدكتور إبراهيم سلامة رئيس قسم التاريخ بجامعة الإسكندرية الذى قدم لمحة تفصيلية متميزة عن شخصية الملاح العمانى أحمد بن ماجد، ومنجزاته العلمية التى أصبحت تشكل مراجع علمية فى المكتبات الدولية والدكتور صالح محروس أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر الذى تناول «الدور الحضارى البحرى العمانى ورحلة السفينة سلطانة إلى نيويورك عام 1840م»، وتناول خلالها الدور البحرى العمانى منذ قبل الميلاد، وطبيعة عمان وموقعها الجغرافى الذى جعلها تتوجه نحو البحر.

ورغم أن الصالون جاء بالتزامن مع الاحتفالات بالعيد الوطنى الحادى والخمسين للسلطنة إلا أنه كما أشار السفير عبد الله بن ناصر الرحبى سفير سلطنة عمان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية يمتلك برنامجا متكاملا خلال فترته المقبلة بما يساعد فى تسليط مزيد من الضوء والمعرفة بتاريخ عمان وحضارتها وعمق علاقاتها التاريخية مع جيرانها وعلى رأسها مصر. وربما مما قد يشعر المواطن العربى بالفخر أن يعرف، كما بدا من أعمال الصالون ومن كلمة السفير الدور الريادى لعمان فى ارتياد البحار حيث كان العمانيون فى طليعة الأمم التى أرسلت أولادها عبر البحر للتواصل عبر حقب التاريخ مع الحضارات القديمة كالفرعونية والإغريقية، ولقبوا بأسياد البحار، وأحبتهم الشعوب لسماحتهم وإسلامهم وإعلائهم قيم الحوار والتفاهم مع أبناء الحضارات الأخرى.

وقد كان الحضور الكثيف لأعمال الصالون شهادة لحجم سلطنة عمان وموضعها من اهتمام الكثير من المصريين، وكما أشار الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية الذى كان ضيف شرف الصالون فربما كان ذلك الجمع المتنوع من أكاديميين ومفكرين وأدباء وإعلاميين وغيرهم دلالة على أمور كثيرة تعكس فى الجانب الأكبر منها خصوصية العلاقات بين مصر وعمان والمكانة التى تحتلها السلطنة فى نظر كثير من المصريين، وهو ما يعود فى جانب منه إلى الكثير من المواقف التاريخية فى علاقات الدولتين ويأتى على رأسها موقف السلطنة برفض مقاطعة مصر إثر توقيعها اتفاقية السلام مع إسرائيل وهو موقف ربما عبرت فيه عن استقلالية فى القرار ميزتها فى العديد من القضايا الإقليمية والدولية الأخرى على نحو ما أشار إليه الدكتور صابر عرب وزير الثقافة الأسبق فى كلمته وتأكيده على تميز سياسة عمان الدولية بعدم تابعية قرارها لأى جهة.

وإذا كان الشيء بالشيء يذكر، فإنه مما يدعو للمزيد من التفاؤل بهذا الصالون طبيعة شخصية السفير عبد الله الرحبى البسيطة المحبة المتواضعة التى تشعر لأول وهلة بالتآلف معها وهى طبيعة أشار متحدثون خلال الصالون إلى أنها سمة عامة للشخصية العمانية.. فلعل الصالون يكون سنة حسنة تقتدى بها السفارات العربية الأخرى لمزيد من التقارب بين الأشقاء فى زمن عز فيه الود وازدادت فيه مساحات الخلاف.

[email protected]