عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

كتب الأكاديمى المتخصص فى الفكر السياسى وعلم الاجتماع الدينى كمال حبيب تعليقًا على أزمة الحكم بسجن المستشار أحمد عبده ماهر مقارنًا بينه وبين «الفرماوى» و«شكرى مصطفى» وقال: عرفنا نسخا مهرطقة للإسلام مثل الشيخ الفرماوى الذى كان يحرم التعليم والتداوى وركوب المواصلات، وعرفنا شكرى مصطفى الذى هاجم فقه الأئمة الأربعة واعتبر فقههم حجابا بينه وبين النص المباشر. ثم عرفنا «المهرطق» أحمد عبده ماهر الذى يزعم أن فقه الأئمة أضل الأمة وقد سجن الفرماوى وسجن شكرى مصطفى ثم أعدم ولم يرتعب أو يخاف أو يهتز، بينما ارتعد أحمد عبده ماهر وخاف حين صدر عليه الحكم بالسجن» الخ.

وواصل قائلًا: «الرعديد أحمد عبده ماهر طلب الحماية من النظام وبقدر هرطقته فإنه يستغيث به.. حتى فى التمرد على الدين تجد معادن بعضها أصيل وبعضها مغشوش، يثير دوشة كالأطفال وحين تأتى ساعة العقاب فإنه يرتعد ويجبن ويتحول من اصطناع صورة الأسد الهصور إلى ….. خائف مذعور!”

لا يمكننى مجاراة كمال حبيب فى أسلوبه فى التعبير والانتقاد، ولا يمكننى انتهاج طريقته فى الغمز واللمز، ويمكن أن نقول له مثلما قال بأنه كتب كلامه هذا إرضاء لتياره الدينى، مثلما أوحى لنا بأن المستشار ماهر كتب ما كتب إرضاء للرئيس! يبدو التناقض شديدًا عند كمال حبيب، فهو يريد أن يغمز المستشار ماهر من قناة الجبن والخوف، فيزعم أنه طلب العفو من الرئيس وأنه استغاث به، موحيًا بأنه كتب ما يرضى الرئيس؟ فكيف يستغيث الرجل بالرئيس من حكم بالسجن، اذا كان ما كتبه إرضاء للرئيس؟ أما كان يأتيه عفوه دون أن يطلبه؟!

والسؤال هو: هل قرأ أحد أو سمع استغاثة من المستشار نفسه؟ أم أن الذين يعرفون بأن إيقاف حكم السجن لايمكن إيقاف سريانه إلا بالعفو فناشدوه بإصداره؟ 

- ثم ماهى القيمة فى ترك الموضوع الرئيسى وهى الأفكار التى يعتقد بها المستشار، ليتفرغ أكاديمى وعالم اجتماع دينى لنقد الشخص وليس الافكار؟ ما المفيد فى وصف المستشار احمد ماهر (الذى يناهز الثمانين والذى يعانى أمراضًا مزمنة بالجملة) بالرعديد والخائف والمذعور؟ ألا يخيف السجن الجميع؟ أم أن السجن نزهة؟ وهل سجن المفكر مما يمكن أن يفتح صدره له انسان، كاتبًا كان أم مبدعًا أم مثقفًا؟ كيف يمكن أن تتقدم الأمة وكل مجتهد فى الأفكار يتعرض للإهانة والتحقير والشتائم، من دون مناقشة أفكاره؟ ما الذى نستفيده نحن الذين نتلقى عن حبيب وماهر وغيرهما من مثل هذا النقد الشخصى العنيف؟ ومن أدراك يا سيد كمال بما كان يعتمل فى صدر شكرى مصطفى قبل اعدامه ولحظة اعدامه..وهل كان رابط الجأش صنديدًا أم متخاذلًا جبانًا؟ هلا شققت عن قلبه لحظتها فعرفت أنه صامد واثق جسور؟ من أين لك ان تعرف وانت لم تعدم وإنما شكرى هو الذى أعدم؟ ما القيمة فى الهجوم والوصف والتحقير بينما أنت كرجل يفكر بالدين لم تناقش فكرة واحدة مما أثارها المستشار ماهر ولا غيره؟ لم تتصدَ لفكرة واحدة مما ناقشها المستشار واكتفيت بحكم المحكمة؟ وهل هذا يقطع يقينًا بخطأ الأفكار؟

- أظنه يسهل عليك تحقير المستشار ماهر فيما يصعب عليك مناقشته؟