رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

لم يكن حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأخيرة موفقًا على الإطلاق، وكان أقرب لأغانى مهرجانات منه للغة السينما وتقاليد المهرجانات المسماة بالدولية، ومنها مهرجان القاهرة السينمائى المصنف عالميا ضمن المهرجانات المهمة قياسا بتاريخ وعمر السينما المصرية، خاصة وأن دورته الحالية هى الثالثة والأربعين وليس الأولى أو حتى العاشرة.

«الاسكتش» الحوارى بين الأستاذ خالد الصاوى الذى قدم فقرات الافتتاح وبين نجم الكوميديا على ربيع كان بمثابة فقرة «محشورة » ومملة ولا مبرر لها، ولم تضف شيئا للمناسبة وإنما خصمت من رصيد المهرجان. هذه الفقرة جاءت فارغة من أى مضمون ثقافى يخدم أو يضيف لمناسبة حفل افتتاح مهرجان سينمائى دولى، وفى تصورى أنها لم تكن سوى «أغنية مهرجانية» تفتقر للذوق الفنى، ومكانها الطبيعى ليس حفل افتتاح مهرجان سينمائى دولى، ولكن على الأكثر تقدم ضمن فقرات«الاستاند اب » بمسرح غرفة، من قبيل الترويح – إن لم يكن التهريج.

ثم كانت فقرة تقديم الأستاذ سمير صبرى كفنان وإعلامى مرموق لسندريلا الاستعراض الفنانة نيللى المكرمة من المهرجان.. الأستاذ سمير صبرى بكل تاريخه الفنى والإعلامى خانه التعبير عندما التفت لاثنتين من فتيات المهرجان بفساتين سهرة سوداء، ليبدى امتعاضا بقوله لهما «ايه منقبات». الحقيقة أن البعض قد لا يرى فى ذلك ما يستحق الاهتمام وتناول الأمر فى مقال – ولكن مع كل الاحترام والتقدير للأستاذ سمير صبرى – وأنا أعلم أن الرجل ربما لم يقصد «التنمر» بشريحة فى المجتمع اختارت أن ترتدى زيا معينا، ولكن كثيرًا من المشاكل يتسبب بها حسن النوايا، أو العفوية التى تكون فى غير محلها.

أنا شخصيا لا يروق لى النقاب، ولا أصنفه ضمن الأزياء النسائية، وأراه قناعا يضر باحتياجات الأمن العام، وكثيرا ما انتظرت تشريعا يمنع مثلا قيادة السيارات لأى امرأة أو رجل «ملثمين»، وكذلك عدم اخفاء الوجه تحت أى مسمى فى أماكن العمل..ومع كل ما سبق من تفسير ورؤية خاصة حول النقاب فإننى أرى أنه على المستوى العام يجب أن نحترم الاختيار الشخصى سواء تعلق الأمر بلباس أو طعام أو أى شيء. وقبل صدور تشريع بقانون يمنع أو ينظم فإن أى تنمر بالقول أو الإشارة على الآخر مهما كانت درجة الاختلاف معه أمر غير مقبول.

وللقائمين على أمر مهرجان القاهرة السينمائى، وخاصة رئيس المهرجان الأستاذ محمد حفظى الذى أعرف مدى رقيه الشخصى والثقافى، فإن حفل الافتتاح ليس مناسبة للمجاملة، ولا مجال للتهريج، ويجب أن يوكل أمر تقديم المهرجان لشخصية مناسبة ومدروسة جيدا.. يا ترى لو كنت أنا أو أى من القراء الأعزاء مكان أى أجنبى من ضيوف المهرجان، فكيف تلقى هؤلاء الضيوف اسكتش «مهرجانات» الذى قدمه خالد الصاوى، وعلى ربيع؟ ما هى التساؤلات التى طرحها هؤلاء على أنفسهم عما يرونه من فقرة اقتربت من نصف ساعة بلا أى مضمون أو فكرة؟.

لقد أشفقت على الفنان الكوميدى على ربيع الذى أدى دوره فى «الاسكتش» المشار إليه بطريقة التمثيل على خشبة «مسرح مصر»، دون أن ينتبه إلى أن لكل مقام مقالًا، وما يمكن أن يؤدى فى مسرح مصر لايصح أن يؤدى بشحمه ولحمه وعظامه على مسرح الأوبرا الكبير.. ومما جعل الاحساس الشخصى بضعف مستوى حفل الافتتاح لمهرجان القاهرة السينمائى أنه جاء بعد أقل من يومين على الحفل العالمى الراقى والمدروس بافتتاح طريق الكباش بالأقصر. يظل الفارق بين المناسبتين من حيث الإبهار والفهم وجودة الاختيار فى كل شيء هو نفسه الفارق بين أطلال أم كلثوم، و«حوت بيره» لحمو بيكا.