رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

 

تقاليد الصعيد الذى خرج من إحدى قراه بعرب الشنابلة بأسيوط، وهدوء الدبلوماسية التى عشقها وأفنى فيها أكثر من نصف عمره، وإبداع المثقف الذى قدم أكثر من خمسين كتابًا فى السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، وثقة المحترف الذى يعرف جيدًا أصول وثوابت مهنته ويمارسها بإخلاص، وتجرد الصوفى العاشق المتفانى.. خلطة خماسية تميز بها السفير محمد نعمان جلال فصنعت نجاحه على مدى تاريخه الدبلوماسى وجعلته صاحب بصمات فى كل موقع شغله وكل منصب تولاه وكل مهمة أوكلت إليه، ووضعته ضمن رموز المؤسسة الدبلوماسية المصرية العريقة.

ولأنه عرف فى تلك المؤسسة كدبلوماسى محنك يمتلك موهبة الإنجاز فقد كان اسمه دائمًا مرشحا للمهام الصعبة والعواصم التى تحتاج خبرة ومهارة ولهذا فقد طاف العالم دفاعًا عن مصر وتعبيرًا عن ثوابت سياستها الخارجية.

‏ý٣٨ عاما قضاها فى كتيبة الدبلوماسية المصرية؛ نجح خلالها فى العديد من المهام وكان أبرزها نجاحه فى تغيير البرتوكول الدبلوماسى الصينى ومساهمته فى تعزيز العلاقات المصرية الصينية ووصولها إلى درجة رفيعة المستوى بفضل ما قام به خلال فترة عمله فى العاصمة بكين فى توقيت بالغ الأهمية. 

‏ýواحدة  من معاركه الدبلوماسية التى يتباهى بها السفير نعمان دائمًا كانت مع بعض الصحفيين الأمريكيين المؤيدين لإسرائيل والذين كانوا يرفضون اختيار الدكتور بطرس غالى – أمينا عاما للأمم المتحدة وكان السفير جلال وقتها يشغل منصب مندوب مصر المناوب فى المنظمة الدولية، فقام بدعوة كل الصحفيين المعارضين والتقى بهم، وفتح معهم حوارا قدم خلاله وبذكاء شديد إجابات واضحة ومقنعة لكل استفساراتهم ونجح فى تغيير نظرتهم، فكان أحد أهم المساهمين فى أن يتولى مصرى لأول مرة منصب الدبلوماسى الأول فى العالم باختيار الدكتور بطرس غالى سادس أمين عام للمنظمة الدولية.

بعيدا عن الدبلوماسية وهمومها هناك وجه آخر للسفير جلال هو الإبداع والذى مكنه من إنتاج اكثر من خمسين مؤلفا، وارتباطًا بالإبداع  تظهر عشرة العمر والحب مع زوجته الفنانة التشكيلية كوثر الشريف التى شاركته رحلته الدبلوماسية وشاركها هو حبها للفن واستطاعت أن تكون مرآة لزوجها أمام العالم أجمع وكانت خير سند له فى مسيرته الدبلوماسية الحافلة بالعديد من المحطات المهمة، فما بين جلال وكوثر قصة يمكن أن تسجل كنموذج للحياة الراقية بين الزوجين وكيف تبنى الأسرة على القيم والاحترام والتعاون.

‏ýالسفير محمد نعمان جلال مسيرته الدبلوماسية حافلة فقد التحق بالسلك الدبلوماسى بعد تخرُّجه فى الجامعة عام 1965 بمرتبة الشرف الأولى، وكان الثالث على الدفعة وتدرج فى المناصب المختلفة حتى أصبح المستشار السياسى لوزير الخارجية سابقًا، تمتزج مسيرته الحافلة بمحطات دبلوماسية مهمة، حيث كان سفيرًا لمصر فى الصين وباكستان وعضوًا بالسلك الدبلوماسى لسفارات مصر فى النرويج والهند والأردن والكويت والإمارات، ومندوبا لمصر لدى جامعة الدول العربية، وقائمًا بأعمال المندوب الدائم لمصر فى الأمم المتحدة.

‏ýتربطنى بمعالى السفير محمد نعمان جلال علاقة خاصة منذ أن التحقت بالمجلس المصرى للشئون الخارجية ومنذ هذا التاريخ لا تنقطع الاتصالات والاستفسارات بيننا وطوال سنوات من المعرفة لم أر منه غير الحرص على مشاعر الناس والإصرار على الوقوف بجانب كل من يمر بمحنة، لا يدخر جهدا لصالح شباب مصر . ‏ýوالأهم أن تواجده فى أى مكان يضفى جوًا من الإنسانية والثقافة لدى الحضور فهو المثقف المتصوف الذى يتحدث بلغة بسيطة لكنها عميقة فى معناها ومغزاها 

ولا أبالغ إذا قلت إنى مثل كثيرين غيرى ممن يعرفون السفير نعمان نعتبره واحدا من حكماء الدبلوماسية الذين يجب الرجوع إليهم والاستماع لنصائحهم ووصاياهم فى القضايا المختلفة، فكل كلمة ينطق بها بجانب أنها تكون مخلصة فهى أيضًا خلاصة خبرة عقود من التجارب الغنية.