رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بهدوء

 

 

 

ثمة آثار وتبعات كثيرة على منح الدرجات العلمية الرفيعة بدون قيود أو جدارة، هذه التبعات جعلت الورقة الممنوحة تحت مسمى شهادة الماجستير أو الدكتوراه تخول لصاحبها بالوهم أنه أصبح واحدا من علماء مصر، وأن الدولة يجب أن تهتم به أو ترعاه أو تعينه فى مراكز أبحاث أو فى الجامعة.

وفى مشهد درامى بعد يناير 2011 وأحداث الثورة كانت الأحلام بلا سقف، وزادت المطالب الفئوية فكل يرى أنه يقطن فى أرض المظلومية، فجمع حملة الماجستير والدكتوراه أنفسهم، وذهبوا إلى الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بوصفهم علماء مصر، ويطلبون التعيين فى الجامعات والمراكز البحثية فما كان منه إلا أن أصدرا قرارا مع وزير التعليم بالكشف عن احتياجات الجامعة منهم، وهنا ذهب كل فصيل من هؤلاء الشباب إلى جامعتهم مطالبين بحقهم فى التعيين، فذهب علماء مصر المغبونون من خريجى إحدى الجامعات الإقليمية إلى جامعتهم فتهجموا على مبنى إدارة الجامعة، وكسروا زجاج المبنى فما كان من رئيس الجامعة إلا أن هدأ من روعهم، مؤكدا لهم أنه سوف يرسل للكليات يطلب احتياجاتهم من الباحثين، فتصدت لهم الأقسام العلمية رافضين تعيينهم بحجة عدم الحاجة، وكان سبب رفض الأساتذة الحقيقى أن تعيينهم سيزيد من عددهم، وهو ما سيضرب ويضعف مكتسباتهم المالية من الكتاب الجامعى.

ولم يصمت فصيل علماء مصر المزعومين عن المطالبة بحقهم، وفى يوم تال جمع هؤلاء الشباب أنفسهم للذهاب إلى رئيس الجامعة للضغط عليه، فما كان من أساتذة بعض الكليات النظرية، إلا أن جمعوا أنفسهم وذهبوا إلى رئيس الجامعة للإعلان عن رفضهم لتعيين هؤلاء الذى يهدد تعيينهم سبوبة الكتاب الجامعى، وكان علماء مصر الشباب- كما يدعون- واقفين فى ساحة المبنى فى الدور الأرضى، وأساتذة الكلية واقفين أمام مبنى مكتب رئيس الجامعة فى الدور الثانى، وحصل التلاسن بين هؤلاء وأولئك، وتطاول العلماء المزعومون على أساتذتهم المزعومين، فقال أحد الشباب نحن تعبنا للحصول على الدرجات، وفيهم من النوابغ من قال: إننا من قمنا بعمل الأبحاث لبعضكم الذين أخذوا كدنا وعرقنا، ومنكم من أصبح أستاذا بجهدنا، فجاء رد بعض الأساتذة عليهم، أنت صدقت نفسك يا ولد أنت وهو، شهادتكم دى مضروبة، وانتهى الأمر بتوظيفهم فى أجهزة الدولة المختلفة ووزارتها ماعدا الجامعات التى منحتهم الدرجات.

وانتهى التقادح يومها ليكشف عن حقيقة هامة أن قلة قليلة من الغث الذى حصل على درجات علمية فيهم عباقرة وعظماء، ومنهم من هو أفضل بكثير من أساتذة بداخل الجامعة يمثلون أغلبية، وأن بعضهم صنع أساتذة بداخل الجامعة حين سخرهم هؤلاء الأساتذة فى عمل أبحاث لهم، وأن هناك كثرة ممن يدعون أنهم علماء مصر فى الجامعات لا علاقة لهم بالعلم لا يقرأون ولا يبحثون ولا علاقة لهم بأستاذ الجامعة المعنى والقيمة والأثر، هم فقط مغرمون بجمع فلوس الكتاب.

وبعد هذه الواقعة تظاهر طلاب الدراسات العليا بنفس الجامعة خاصة فى الكليات النظرية، لأن الجامعة اشترطت حصول طلاب الدراسات العليا على التويفل الدولى، وهو القرار الذى عجز طلاب الكليات النظرية عن تحقيقه مما أوقف التسجيل فى هذه الكليات لمدة ستة شهور، وقد رضخت الجامعة لإلغاء هذا الشرط، وعاد تسجيل الطلاب بالآلاف بعد العجز البين تجاه الشرط سالف الذكر، وعاد منح الدرجات بلا ضابط ولا رابط، ويستمر منح أرفع الدرجات فى أقصر مدى زمنى، ولتفقد تلك الشهادات قيمتها، ويأتى هؤلاء ليقولوا: نحن علماء مصر، ولكن العيب يقع على شريحة من الأساتذة منحوا الدرجات لقطاع كبير من الطلاب الجهلة، فمتى يعاد النظر فى هذا القطاع الحساس، فهل لو قلنا لهؤلاء الأساتذة من يُمنح درجة من قسم علمى يعين هل يتساهلون فى منح الدرجات، أم أنها درجات يمنحها أستاذ جاهل لطلاب جهلة؟