رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشاوير

 

لا تشغلوا بالكم بتحليل ما قام به عضو مجلس النواب توفيق عكاشة باستقباله للسفير الإسرائيلى.. المسألة اعمق من مجرد واقعة مؤلمة خرجت بعمليات التطبع السرى الى الفضاء المعلن.. الواقعة تكشف أننا نعيش زمن الانفلات.. والعمل الفردى خارج أى سياق.. سيبقى البرلمان يتحفنى من وقت الى آخر بأفعال من هذا النوع.. لأنه ببساطة برلمان ميكس لا يوجد به لا أغلبية ولا معارضة ولا حتى أيدولوجية تجمع هؤلاء المنفلتين.. ارجعوا الى أصل الحكاية ستعرفون ما هو أت من نتائج.. الأصل اننا وقعنا بعد ٣٠ يونية فى أخطاء كبرى.. تركنا الحبل على الغارب للمشتاقين وراغبى الشهرة الكاذبة.. وكالعادة انسحب أصحاب الثورة وركبها آخرون.. وإذا كانت ٢٥ يناير ثورة بلا رأس، ففى ٣٠ يونية كانت رأسا بلا جسد وهنا تكمن الأزمة.. حل جبهة الانقاذ وتفتيتها كان خطأ كبيرا لأنها كانت النواة الحقيقية لتشكيل جبهة متماسكة من عدة أحزاب مدنية مهدت للثورة على الإخوان وكانت فى طليعة الجماهير المحتشدة.. وأيا ما كان الأسباب فأن بقاءها متماسكة بلا شك كان سيجبر من يأتى على رأس السلطة الى التعامل معها وتحقيق مطالبها ..والحقيقة ان تلك المطالب هى اختصار لسنوات طويلة من النضال من أجل وطن ديمقراطى حتى لو اختلفنا على مكوناتها.. تفتت جبهة الانقاذ بإرادة السلطة أو بيد من شكلوها وضعفت مطالبها بعد أن تحولت الى أصوات خافتة من بعض الأحزاب التى كانت فى الأصل جزءًا من جبهة الإنقاذ.. قانون الانتخابات مثال على تلك المطالب الخجولة.. ظل البعض ينادى بقانون يضمن تمثيلاً حزبيًا يؤدى الى تحقيق مواد الدستور بإقامة حياة حزبية سليمة.. ولأن المطالب لم تستند الى جبهة قوية خرج قانون الانتخابات معيبًا فتح الباب على مصرعيه للمستقلين وبقايا نظام مبارك وتحكم المال والاعلام فى اختيارات الناس فجاء برلمان مفتت ومنفلت ..فيه من يقرر من نفسه مقابلة السفير الإسرائيلى!

الرئيس لايزال يعتمد على شعبيته بين الناس وهذا لا يكفى لضبط الحياة السياسية فى مصر.. ومعالجة المشاكل بالتجاهل لن يحلها.. على الرئيس أن يبنى نظامه بلا تردد.. عليه ان يختار بنفسه معاونيه.. والتدخل لوقف أى انفلات.. بسط النظام لسلطته ليس ديكتاتورية ولكنه واجب على من تحمل مسئولية بلد خرج من ثورتين كبيرتين ويحتاج الى مايسترو يضبط ايقاعه ويقضى على ما به من نشاز.. نحن الآن وبعد كل هذا العبث فى حاجة الى رؤية سياسية قبل الاقتصادية.. التعامل مع البرلمان بوضعه الحالى سيؤدى الى كارثة.. أدعو الرئيس الى حث الأحزاب المدنية داخل البرلمان الى تشكيل ائتلاف جديد يقوم على اعلاء مصلحة مصر ويضع وثيقة جامعة للأهداف الوطنية خلال المرحلة القادمة.. نحن فى حاجة الى إعادة التعريف بقضايانا والقيم المشتركة قبل سن القوانين.. نحن دولة بلا رؤية واضحة والنتيجة الحتمية ستكون التحلل من الداخل.. مشكلتنا اننا لم نتفق على شكل مصر ولا على خطوات بناء نظامها الجديد.. نعتمد فقط على حسن النوايا وهو كما تعلمون الوصفة الكاملة للفشل.