رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

فعلها الدكتور خالد عبدالغفار، القائم بأعمال وزير الصحة، فعل الرجل ما لم تفعله الوزيرة هالة زايد فى سنوات، فى صمت وهدوء أصدر الوزير قراراً بإقالة المتحدث الرسمى للوزارة خالد مجاهد.. ضرب الوزير ضربته المدوية وتناقلت الصحف ووكالات الأنباء العربية - قبل المحلية - الخبر، وكان العنوان الأبرز للخبر فى معظم هذه الصحف والوكالات «إقالة المتحدث الصامت»، ولهذا العنوان قصة وحكاية.. فهذا كان عنوان حملة لصحيفة «الوفد» على الصفحة الأخيرة..اقترحها الدكتور وجدي زين الدين رئيس التحرير وتحمس لها كثيراً.. كتبت فى مقدمة هذه الحملة بداية فكرة تعيين متحدث رسمى للوزارات، وهذه الفكرة التى عاصرتها أثناء وجودى محرراً لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد.. وأشرت فيها إلى مجموعة جمال مبارك فى لجنة السياسات الذين جاءوا لمجلس الوزراء والتقوا برئيس الحكومة ليعرضوا عليه الفكرة لتدخل بعدها حيز التنفيذ.

وقلت إن الفكرة لديها وجهان «ظاهر وباطن».. والظاهر كان تطوير وتنظيم علاقة الحكومة وقيادات الدولة بالصحفيين على غرار الدول المتقدمة، أما الباطن فكان له عدة محاور، الأول هو محاولة تعويض غياب صفوت الشريف وزير الإعلام، والمتحدث الرسمى باسم الحكومة، وهو المنصب الذى انتزعه بعد صراع طويل مع طلعت حماد وزير شئون مجلس الوزراء فى حكومة الجنزورى، وقد كنت طرفاً فى الحرب التى دارت بينهما فى ذلك الوقت وتدخل فيها الرئيس مبارك وحسم الموضوع لصالح صفوت الشريف.

وكان من الأهداف الباطنة أيضاً هو وضع سياج حديدى على الوزراء والمسئولين، خاصة أن أغلبهم كانوا وزراء تكنوقراط، لم يكن بينهم وزير استثنائى باستثناء عدد محدود، بالإضافة إلى تحجيم دور الصحفيين وإبعادهم عن دائرة صنع القرار فى ذلك الوقت.. وأشرت فى مقدمة الحملة التى انفردنا بها فى «الوفد» إلى العديد من المتحدثين الذين عاصرتهم على مدار 17 عاماً.. وقلت إن هناك متحدثين صامتين وآخرين واعدين، وبدأنا بالحلقة الأولى وهم المتحدثون الصامتون وكان لمتحدث الصحة النصيب الأكبر، وقلت إن هناك حلقة أخرى للمتحدثين الواعدين، وفى مقدمتهم هانى يونس المتحدث الرسمى لمجلس الوزراء الذى تألق فى موقعه بصورة لفتت الأنظار، بدأنا بالحلقة الأولى وكتب الزميل هشام الهلوتى تقريراً صحفياً رائعاً حول أسوأ متحدث رسمى شهدته مصر وهو متحدث الصحة.

كشف الزميل هشام الهلوتى وقائع مذهلة، من بينها قيامه بخطف تليفونات الصحفيين فى الصعيد، وهى واقعة لا يرتكبها موظف صغير فى وحدة صحية نائية.. بالإضافة إلى منعه عددا كبيرا من الصحفيين من تأدية مهام عملهم.

وكشف الزميل هشام الهلوتى عن وجود علامات استفهام عديدة حول صعود «مجاهد» وعلاقته بالوزير أحمد عماد.. خاصة أنه لا يملك أى مؤهلات فهو خريج بتقدير مقبول، وكان موظفاً صغيراً فى إدارة نائية بالإسماعيلية.

الغريب أن الدكتورة هالة زايد تعاملت مع الأمر بكل رعونة.. تجاهلت حملة «الوفد».. وتجاهلت بيان نقابة الصحفيين.. وكررت ما فعلته فى الماضى.. فرغم كل ما فعله «مجاهد» فى بداية عمله أصرت على استمراره وتصعيده مساعداً للوزيرة.. وبعد حملة «الوفد» جددت فيه الثقة.. كل هذا لم نجد له تفسيراً حتى الآن.

هذا ما فعلته هالة زايد.. وهذا ما فعله الدكتور خالد عبدالغفار.. وهذا هو المتحدث الصامت المتعجرف الذى تمت الإطاحة به.. وفى المقال القادم المتحدث الواعد الدكتور حسام عبدالغفار.