رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تأملات

أتصور أن مسعى إثارة فتنة فى مصر من خلال إعادة بث ونشر أقوال القس زكريا بطرس التى يحاول من خلالها النيل من الرسول (صلى الله عليه وسلم)، قد انفض دون تحقيق هدفه وأنه ربما ينبغى أن يكون درسا لكثيرين يتصورون أنه ما أسهل اشعال نار الفتنة بين المصريين – مسلمين وأقباطا. صحيح أن الأمر فى البداية بدا وكأنه قد يؤتى أكله، فى ظل الموقف الطبيعى للكثير من المسلمين، مصريين وغير مصريين، غيرة على الرسول، حيث انتشر الفيديو المقصود على صفحات التواصل الإجتماعى انتشار النار فى الهشيم خلال ساعات، بما يجعل أصحاب فكرة إعادة بثه يرقصون طربا من الفرحة، إلا أنه يمكن القول بأن ردود الفعل السريعة من كافة الأطراف التى تعنيها الأزمة فوتت فرصة تصاعدها لحد تحولها لفتنة.

بغض النظر عن تفاصيل كثيرة ورؤى مختلفة يمكن طرحها فى معرض التعليق على هذا الأمر، يمكن القول بأن الكل تعامل بحكمة وبمنطق الحرص على مصلحة هذا الوطن وتجاوزه بسلام هذه المرحلة الحرجة فى عمره وسط غبار تفككات وانقسامات تطال هذا البلد أو ذاك فى محيطنا الإقليمى. وإذا كان موقف الكنيسة القبطية فى نظرى بدا موقفا يتسم بالروعة على خلفية البيان الذى أصدرته، وهو موقف يبدو متسقا تمام الاتساق مع قيادة البابا تواضروس، فإن موقف جموع المصريين، ينبئ عن تنامٍ كبير للوعى يشعر معه المرء بالطمأنينة وبشكل يتمنى معه أن يتواصل هذا الوعى فى قضايا أخرى شائكة يمر بها الوطن.

مبدئيا لست مع إلقاء التهمة على هذا الطرف أو ذاك، على شاكلة من يمكن وصفهم بأصحاب التهم «المعلبّة» لكنى لا أشك لحظة فى أن وراء هذا الأمر من لا يريد لهذا الوطن استقرارا وأمنا وسلاما، وهم كثر، أفرادًا كانوا أم منظمات أم حتى دول، وأن هذا الفاعل لفرط سذاجته أو ذكائه، تصور أنه ينفذ إلى صميم ما يقض مضاجع المصريين ويهدم استقرارهم. ولكن الخدعة لم تنطل على المصريين، إذ سرعان ما أدركوا أن الرجل الزاعق بالفضائيات بأحط الشتائم ليس سوى قس شارد عن الكنيسة المصرية، أى أنه لا ينتمى إلى جموع أقباطنا، وأن القناة التى بثت هذا الفيديو تغرد خارج السرب ومن خارج الوطن، وأن الفيديو ذاته وما حواه قديم بما يفقد المضمون ذاته معناه ويفرض التساؤل حول إعادة التذكير به ونشره؟

أسعدنى كثيرا أن أجد عددا غير قليل من الأشقاء الأقباط يلجأون إلى صفحات التواصل الإجتماعى لإعلان تبرؤهم من هذا الفعل المارق وأنه لا يعبر عنهم، فى تحرك بدا فيه الحرص على مشاعر إخوانهم من المصريين المسلمين التى سعى واحد يبدو ظاهريا أنه منهم على جرحها. ما يثير السعادة أكثر هو تفهم كثير من المصريين المسلمين، لمضمون وأبعاد هذه المحاولة لشق وكسر وحدة الوطن، وبالتالى التعامل مع الأمر على قاعدة مبدأ «ولا تزر وازرة وزر أخرى».

على مستواى الشخصى ربما يمكننى استيعاب موقف القس زكريا بطرس، باعتباره حلقة من سلسلة طويلة على مدى أكثر من 1400 عاما للإساءة إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم)، ليس من الغريب الإشارة إلى أن بعضها تم والرسول على قيد الحياة وخلال قيامه بمهمته فى نشر الدعوة، وهى سلسلة رغم كل شيء لم تحقق شيئا من هدفها ومات أصحابها والقائمون عليها بغيظهم وجاءت نتائجها على نحو يعزز المثل القائل: يا جبل ما يهزك ريح!.. فحب الرسول يزداد يومًا بعد يوم وموضعه من دائرة إيمان المسلم يتنامى على عكس تخطيط المسيئين.. وعلى ذلك فلنعتبر ما حدث سحابة صيف، سرعان ما انقشعت لتعود علاقات أبناء الوطن، إلى صفائها الذى كانت وستكون عليه دوما إن شاء الله.. قل : آمين.

[email protected]