فى وداع جاذبية سرى

لم تكن جاذبية سرى مجرد فنانة تشكيلية أخلصت بكل ما تملك لتعطى للوحاتها هذه الصبغة المصرية. ولكنها كانت تصنع من فنها فلسفة عربية باللون والخطوط. تنطلق من وعى الذات من أجل وعى الواقع. كانت ضمن فريق من المثقفين المهمومين بمشروع إعادة تأسيس العقلانية فى الفكر العربى واعادة بناء علم التذوق. على هذا فإن الصراع الذى خاضه دعاة التنوير ضد قوى الظلام كان حربا شرسة حتى لا يبقى الفكر العربى تحت الهيمنة.

هكذا واجهت جاذبية سرى أشباح الحس والوجود والجوهر الآتية إلينا من ماضٍ سحيق جاذبية سرى ١١ أكتوبر ١٩٢٥ حتى ١٠ نوفمبر ٢٠٢١. أقامت ثلاثًا وسبعين معرضًا فنيًا فى مصر والأقطار العربية وأوروبا وأمريكا كانت فى كل معرض تتعمد إظهار قيمة وتيمة ليست من منطلق شخصيتها هى فقط بل من مفهوم الاعتزاز بضميرنا الفكرى والأدبى والثقافى جملة.. ولهذا فحينما قرر متحف المتروبوليتان اقتناء خمس لوحات لها. جاء فى تقرير المتحف انها تمثل الجانب المضىء للحضارة المصرية ولا ترتضى ان تقتبس من الموروث العالمى غربا أو شرقا إلا إذا كان الأمر مرتبطا بأسلوب تدريس الفنون بأشكالها المتنوعة.

كانت قضايا مثل تحرر المرأة وحرية الفكر فى مواجهة الإرهاب تشغل عقلها وفنها. ولهذا كانت تضع بصماتها فى كل مكان عملت فيه مثل لجنة الفنون التشكيلية بالمجلس الأعلى للثقافة وجمعية فنانى الغورى وجماعة الحفارين المصريين واتيليه القاهرة إلى جانب عملها الأساسى فقد بدأت حياتها بالتدريس فى المدارس الثانوية ثم قامت بالتدريس فى المعهد الخاص بالمنيل والمعهد الفرنسى بالقصر العينين أصبحت استاذة التصوير فى كلية التربية الفنية جامعة حلوان حتى عام ١٩٨١ ثم استاذة التصوير بالجامعة الامريكية.

ومن أهم المتاحف التى اقتنت أعمالها متحف المانسترلى وجاليرى مركز الفنون بمونتريال بكندا وجاليرى مشربية بالقاهرة وقاعد اخناتون. وحصلت على العديد من الجوائز والأوسمة من بينالى فينيسيا عام ١٩٥٦ وبينالى الإسكندرية ١٩٥٩ ووسام روما للتصوير إلى جانب جوائز مصر وأعلاها التقديرية ١٩٩٩ وأرى اليوم أنه من الضرورى ان تنظم الوزيرة الفنانة الدكتورة ايناس عبدالدايم ان تامر بتنظيم معرض لجاذبية سرى يبدأ بنقابة الفنون التشكيلية ثم يتجول فى محافظات مصر ليتعرف الشباب والأجيال على هذه الفنانة المهمة صاحبة الرسالة.

Nader nashed 7777 @gmail. com