عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ضوء فى آخر النفق

 

 

هى من مخلفات وإنتاج ثقافة السبعينيات.. فلم نسمع هذه الكلمة -سبوبة- قبل ذلك..وبحسب الاستخدام وجريان اللفظة على الألسنة.. نعرفها أنواعًا وأحجامًا.. قليلها سوبر..وكثيرها عادى. وإن كان بعضها بين بين. السبوبة فى كل مجال: التعليم والصحة والثقافة والاسكان.. أما «السبوبة السوبر» ففى الدين!

بتعاقب السنين.. وتعدد المصالح.. وتكاثر الجشع والوصول إلى نقطة التوحش فى التَرَّزُقْ–أو الاسترزاق- لم تعد كلمة «سبوبة» مستهجنة.. بل ربما أصبح البحث عنها أمرًا لايمثل حرجًا عند الكثيرين.. أحاديث الناس تكشف أن جانبًا كبيرًا من عمل السبوبة يعمل وفقًا لفكرة «رزق الهبل عالمجانين»! تاجر شنطة يوهم البعض بأنه «إعلامى»، فيملأ حقيبته ويدور بها على صحف تبحث عن مواد صحفية رخيصة تشتريها بالجملة، وتبيعها أغلى بالقطاعى.

امرأة ما تطلى وجهها بكميات معتبرة من المساحيق والبويات، وترتدى ملابس تشبه أزياء مهرجان الجونة، ثم تطرق الأبواب كإعلامية قديرة، وتحصل على حملات إعلانية مدفوعة الأجر.. ومن عمولتها تنتقل بقدرة قادرة من الدويقة إلى التجمع!

يرتدى أحدهم الجلابية البيضا، ويصعد السلم من القاع، من «زاوية» بنيت بالطين يتفانى فى خدمتها وتنظيفها (فيما يبقى عقله مغبرًا بتراب الجهالة)، وشيئا فشيئا يعتاد الناس جلبابه وزبيبته فيعتبرونه «بتاع ربنا».. ثم يستغل السبوبة فى التنقل من الزاوية إلى المساجد..ويبدأ استثماره اللعين للدين.. قد يصحو من نومه شيخ دين فيفتى ويحلل ويحرم، أو يعمق بحة صوته، فيصبح «صَيِّيِّت « يرتل بالتليفزيون والإذاعة، ويغنى فى الموالد والأفراح ويتلو القرآن على الأموات.

السبوبة فى كل مجال.. من التجارة بالصحافة إلى البقالة إلى بيع العقارات والأراضى، لكن توظيف الدين يبقى هو» السبوبة السوبر.» مبتخسرش أبدًا.. فهى مثل سكة أبوزيد كلها مسالك».. يستخدمها الإخوانى والإرهابى وحتى المتشدد برفق الذى يدلعونه بأنه معتدل، فلا يرفع سنجة ولا يحرق ولايفجر. المذهبية الدينية أشعلت الحرب الأهلية فى لبنان حتى أسقطته. ومازال يزمجر فى أفغانستان منذ السبعينيات، وسيبقى حتى إشعال حريقها الأكبر.

توظيف الدين كاد أن يحرق مصر، ومنذ أنشئت الجماعة الإسلامية وانطلقت دعوات الجهاد والتبليغ...الخ وصلنا إلى تهديد بالحريق الكبير فى عهد الإخوان.. تقديرى أن «ماركس» الذى لم يكن يؤمن بوجود الله.. كان تقيا عن مؤمنين بوجوده..كنا نكفره عندما يقول «الدين أفيون الشعوب».. والحقيقة إنه كان يكشف لنا كيف أن الدين عند من يستخدمونه مجرد سبوبة سوبر.. لقد أوصلت كراتين الزيت والسكر والمكرونة الإخوان المفسدين إلى حكم مصر. 

وعندما وصل مرسى للحكم وجمع حوله آلاته الدينية أعلن الجهاد لنصرة «إخوانه» هناك، وقطع العلاقات مع سوريا، ولا تزال مقطوعة حتى اليوم، مع أن سقوطه كان يستوجب رفع القطيعة فورًا.

أولمرت رئيس وزراء الإسرائيلى السابق اعترف مؤخرا بأن ما وصلت إليه سوريا من حرب أهلية كان نتيجة حتمية لتراجع بشار الأسد عن اتفاق تسوية كان وشيك التوقيع، كان عرابه السياسى الانتهازى الكبير-المُنَّصْب كذبًا خليفة للمسلمين- أردوغان. أولمرت قال: «الأسد لم يحضر للقائى (عام ٢٠٠٨فى أنقرة) وبهذا ضيع على نفسه وعلى بلاده فرصة السلام معنا، فلو وقعنا اتفاقا لما وصل إلى الحرب الأهلية»! 

 درس دين سوبر.. المصيبة أننا لانزال نتعلمه من إسرائيل!