كنوز الوطن
ýصوتها مميز، بساطتها تدخلها القلوب سريعًا، برامجها مختلفة، قضاياها التى تناقشها تلمس هموم الكثيرين، هى علامة إذاعية، يعرفها كل عشاق إذاعة القرآن الكريم كمقدمة برامج مستنيرة، هادئة، عميقة فى حواراتها، هادفة فى رسالتها.
ý الدكتورة هاجر سعد الدين رئيسة إذاعة القرآن السابقة والتى لم يتوقف عطاؤها بمغادرة منصبها، بل ازدادت تألقًا وإبداعًا وهو أمر ليس من السهل أن يحققه إلا من امتلك العزيمة والموهبة، وهذه ميزة الدكتورة هاجر التى تعرف جيدًا هدفها وتسلك إليه أقصر الطرق، لا يشغلها غير عملها، فلا تدخل فى صراعات ولا تستسلم للمعارك الجانبية ولا تفتح أبواب الخلاف بل تسعى دومًا للتوافق والود ولهذا فهى محل إجماع.
يتغير رؤساء إذاعة القرآن واحدًا تلو الآخر وتبقى هاجر فى موقعها وتظل برامجها دون أن يمسها شيء ليس مجاملة وإنما اعتراف بتميزها وارتباط مستمعيها بها، ولم يأت هذا من فراغ وإنما نتيجة جهد وكفاح سواء داخل الإذاعة أو فى حياتها العلمية، منذ تخرجها من كلية البنات بجامعة الأزهر عام 1967 ثم حصولها على الماجستير فى الفقه عام 1978 ثم الدكتوراه فى الفقه عام 1990م بتقدير عام ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، وكان موضوع الرسالة هو «حقوق الزوجة المادية والأدبية الناشئة عن عقد الزواج» لتبدأ بعدها رحلة النجاح والتميز مع الإذاعة المصرية وتتوالى البرامج والمناصب الإدارية التى تقلدتها عبر تاريخها نظرًا لجديتها وتميزها حيث شغلت منصب المدير العام لبرامج الأسرة والمجتمع الإسلامى بشبكة القرآن الكريم وبعدها تم ترقيتها إلى نائب لرئيس شبكة القرآن الكريم ثم تولت رئاسة شبكة القرآن الكريم فى الفترة لأكثر من ثمانية أعوام من 1998 وحتى 2006 شهدت المحطة خلالها تطويرا ونجاحا شهد به كل عشاق إذاعة القرآن الكريم.
ýقدمت الدكتورة هاجر العديد من البرامج المهمة خلال رحلتها منها رأى الدين ودنيا ودين وسبحان الله وحديث الصباح وفيض من نور والقرآن علمنى وحديث السهرة وفى شبكة القرآن الكريم قدمت أهم برامجها موسوعة الفقه الإسلامى منها فقه المرأة فى رمضان مسلمات حول الرسول «صلى الله عليه وسلم» وفى ملكوت الله وكلها برامج ارتبط بها الجمهور ومازال يستمع إليها حتى الآن.
ýعرفت الدكتورة هاجر عن قرب منذ بداية عملى فى ماسبيرو ووجدت فيها صفات العلماء الأجلاء من العلم والمعرفة والتواضع ومساعدة الكبير والصغير ومكتبها المفتوح دائما للجميع وارتبطت بها ارتباطًا كبيرًا فوجدتها صاحبة أخلاق حميدة وعلم غزير وتواضع جم ولا يذكر اسمها فى أى مكان بالإذاعة إلا بكل ما يسعد ويشرف. ýمن يعرف هاجر سعد الدين يدرك أن دموعها قريبة مما يدل على طهارة القلب التى تمتلكه وتجعلها دائما معشوقة الإذاعة وخاصة إذاعة القرآن الكريم من القاهرة.