رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

 

 

عرفت المخرج الراحل عبدالرحمن عرنوس الذى تحل ذكرى رحيله هذه الأيام، فقد رحل منذ اثنى عشر عامًا.. رأيته لأول مرة فى مهرجان الاسماعيلية الأول لمسرح الطفل. والمؤسف انه كان الأول والأخير.. كان ذلك فى منتصف الثمانينيات من القرن الماضى. وكنت وقتها أكتب لمجلة الاذاعة والتليفزيون، وأجريت معه حوارًا تنبأ فيه بسقوط صدام حسين واحتلال العراق وكان حوارًا شديد اللهجة إلا أن الكاتب محمد جلال رئيس التحرير حذف هذه الأجواء وقال هذا كلام قد يكون صحيحًا ولكن سأكتفى بأن يكون الحوار فنيا.

كان عرنوس منحازًا للوفد العراقى وللمسرحية العراقية ذات الأجواء الأسطورية، وفازت مسرحية الوفد العراقى فى النهاية، وكان الوفد العراقى شامخا فى تقديم مسرحية شديدة التميز حيث ماجت بين التراث والمعاصرة فى عبقرية خاصة فى الاستعراضات المبهرة ذات الامكانيات الجمالية الرفيعة.

عرفت بعد ذلك عبدالرحمن عرنوس الإنسان السكندرى الأصيل وادهشنى انه مؤلف وملحن أغنية الوداع يا جمال يا حبيب الملايين ثورتك ثورة نضال عشتها طول السنين...

وأهشنى اكثر انه مؤلف وملحن مائتين وأربعين اغنية وطنية تاهت مع السنوات ولم يحتفظ بها احد، او هكذا أتخيل.. لأننا لم نسمع شيئا من هذا التراث الزاخر.

عرنوس كتب وأخرج عشرات الأعمال المسرحية التى تنتمى للمسرح التجريبى، فقد أهتم باحياء مسرح المقهى، وعمل فى مسرح العربة ومسرح الشارع مع الكاتب المسرحى ناجى جورج، وهو مؤسس فرقة شباب البحر الجامعية التى تحولت بعروضها فى محافظات وقرى مصر كما أنشأ مسرح الصيادين.

وقد كتبت مقالا فى مجلة الاذاعة والتليفزيون أثار زوبعة، فقد اقترحت على فاروق حسنى وزير الثقافة ان يكون عبدالرحمن عرنوس رئيسًا لمهرجان المسرح التجريبى، ولم يعترض الوزير الفنان دمث الأخلاق، ولكن الذى اعترض هم مخرجو مسرح الدولة فى حينها ووصلنى أربعة وعشرون ردًا منهم ونشرتها كاملة، فقد تحول المقال إلى معركة ومن أهم الردود ما كتبه المخرج الراحل سعد اردش الذى قال الدكتور عرنوس له كل الاحترام لدوره المشرف فى تثقيف وتدريب عشرات المخرجين الشباب، ولكنه لا يتابع مثلا الأعمال المسرحية التجريبية فى المسرح الغربى مثل تجارب مسرح فرنسا وروسيا والنرويج وإنجلترا وغيرها، واقترح ان يتولى الدكتور عرنوس رئاسة المسرح الشعبى والسمسمية وهو من قياداتها.

المهم ان رأى استاذنا المخرج الكبير سعد ارد كان مقنعا حتى فوجئت بالدكتور عرنوس نفسه يرسل ردًا يشكر فيه سعد اردش وموافقة فى الرأى.

أما نشاط عرنوس العربى فقد امتد إلى الأردن، حيث قام بالتدريس فى جامعة اليرموك بالأردن وأنشأ هناك مختبر اليرموك المسرحى، وقدم من خلاله ١٦٥ شابا فى شتى المجالات المسرحية، التمثيل والإخراج وتأليف النصوص المسرحية، وقد كرمه الملك حسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية وقال له أمامك ان تختار وسام ملك الأردن أو خمسين ألف دولار أمريكى.

واختار عرنوس تكريم الملك، وقد اثنى عليه الملك حسين واعطاه ثلاثة امتيازات أردنية مهمة وعاد عرنوس إلى وطنه مصر ليبدأ فى تدشين مسرح الموندراما، وهى نوعية مسرح الممثل الواحد. وكتب وأخرج سبع مسرحيات موندراما، واخرجها بنفسه ليكون رائدًا فى هذا المجال إلى جانب دعمة المتواصل فى المسرح الشعبى ودوهة فى تطوير السمسمية.

اليوم ونحن نحتفل بذكرى عرنوس أقترح على الوزيرة الفنانة ايناس عبدالدايم بأن تحتفل الوزارة به من خلال إحياء اعماله، واعادة تقديمها وكذلك إحياء تراثه فى الغناء، وأرى ان هناك الكثير من الدارسين لهم شغف فى إحياء تراث عرنوس المهم.