رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

طلة

متى تقلع عن الانشغال بغريمك وتتفرغ لقضاء مصالح الشعب الذى يعانى من مشاكل كثيرة؟ كان هذا هو السؤال الذى وجهه منذ يومين احد الصحفيين الأمريكيين للرئيس الأمريكى جو بايدن والذى يبدو ان شهر العسل بينه وبين الإعلام ومن ثم بينه وبين الشعب على وشك الانقضاء، حيث ألح الصحفى فى طلب السؤال قبل ان يأذن له بايدن الذى قال له وهو يمنح الصحفى الفرصة ليسأله: أتمنى ان يكون سؤالا يستحق، فقال الصحفى معقبا: انا لا أسأل إلا أسئلة تستحق، ثم وجه له ذلك السؤال الذى بدأت به المقال ثم أردف قائلا لبايدن: منذ أيام ذهبت كرئيس وهذا حقك لدعم مرشح الحزب الديمقراطى على منصب الحاكم فى ولاية فيرجينيا ومع ذلك ذكرت اسم ترامب فى اللقاء اكثر من أربع وعشرين مرة، ألم يكن من الأولى ان تهتم بالمشاكل الحياتية اليومية التى تهم جموع الأمريكيين؟

انتهى سؤال الصحفى وفى الحقيقة لم يهتز بايدن المحنك سياسيا من السؤال، بل وجدها فرصة ليوجه صفعة سياسية جديدة لغريمه وأجاب قائلا: فى الحقيقة لم احص كم مرة ذكرت اسم ترامب ولكن ذلك أمر طبيعى، لأن ترامب كان سببا فى كل المشاكل والمعاناة التى يعانيها الشعب الأمريكي.

الطريف ان بايدن منذ أيام حاول ان يستفز ترامب بأن تحداه لو استطاع ان يذهب إلى فيرجينيا لدعم مرشح الحزب الجمهورى، حتى يضمن خسارته امام المرشح الديمقراطى، حيث من المعروف ان فيرجينيا ولاية ذات أغلبية ديمقراطية، لكن يبدو ان ترامب فطن للكمين ولم يذهب لدعم مرشح الحزب الجمهورى الذى فاز فى النهاية وهو ما اعتبره المراقبون مؤشرا سياسيا مهما قد يحدد وبقوة خريطة الحياة السياسية الأمريكية خلال المرحلة المقبلة.

أى زائر للولايات المتحدة هذه الأيام لن يحتاج لأن يبذل جهدا كبيرا ليدرك التراجع الكبير لشعبية الرئيس بايدن، والسؤال الذى يطرح نفسه فى الشارع الأمريكى ولا يخلو منه أى تجمع أمريكى هو: لماذا انهارت شعبية بايدن بهذه السرعة وهو الذى كانت الآمال العريضة مبنية على ادارته بعد ان قهر خصمه فى معركة تابعها العالم كله بشغف كبير؟ ولماذا عادت شعبية منافسه لتبرز على السطح من جديد وبقوة لدرجة ان جميع استطلاعات الرأى التى تمت مؤخرا تؤكد أنه قد يعود من جديد لسدة الحكم بعد انتهاء فترة الرئيس الحالي.

وعلى الرغم من ان المواطن الأمريكى لا تهمه السياسة الخارجية عند ذهابه لصناديق الاقتراع قدر اهتمامه بقضايا التوظيف والضرائب والأسعار، إلا أن إدارة بايدن اصطدمت مؤخرا بعدة قضايا اقتصادية عالمية أثرت بشكل أو بآخر على جيب المواطن الأمريكى ،مثل عدم مرونة الدول المنتجة للبترول لمناشدات بايدن المتكررة بضخ مزيد من الإنتاج حتى لا يجد المواطن الأمريكى نفسه غير قادر على الذهاب إلى عمله، حيث أثر ذلك على الارتفاع الكبير الذى تشهده أسعار الوقود فى الولايات المتحدة هذه الأيام وبنسبة كبيرة، ناهيك عن الارتفاع الكبير فى الأسعار بسبب موجة التضخم العالمية التى بدأت ولا يستطيع أى محلل مهما بلغ من معطيات ان يتوقع متى ستنتهي.

الخلاصة.. ان هناك عوامل خارجية وداخلية تجعل شعبية بايدن وادارته تتراجع على مستوى الشارع الأمريكى، الذى يرى مثلما يرى ذلك الصحفى ان مشكلة بايدن الحقيقية انه مشغول جدا بترامب، وكلما واجه مأزقا أشار إلى ترامب ومؤيديه، قائلا انهم السبب فى كل بلاوى الدنيا فهل ينتبه بايدن ويبحث له عن حجة اخرى انقاذا لشعبيته ولحكومته؟

دعونا كما يقول الأمريكيون لننتظر ونري.

[email protected]